Sep 29, 2008

Eid Mubarak

Wishing you all an Eid filled with sweet moments and happy memories


[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=0hote__S830&feature=related]



and to my dear friend Magic STOP saying that Eid is boring "ya hablaa" you don't have a spouse or kids you need to take care of so have fun and cherish those moments arasa ;) Eidek mubarak and here's your eidyah 1, 2, 3

Sep 27, 2008

أوباما وماكين ومناظرة الليلة الماضية


حسناً لست مع السيناتور أوباما الذي يؤيده معظم العرب ولا حتى مع السيناتور ماكين الذي يخشونه لأن كلاهما ,من وجهة نظري الشخصية , في الجوهر سواء فكلاهما اتفقا على مواصلة الحرب لا إيقافها لكنهم اختلفوا في كيفية ذلك. فماكين يؤمن بتكثيف الجهود العسكرية في العراق ومواصلة ما قام به الجمهوريون هناك و أوباما يرى أنه من الأفضل دعم القوات الأمريكية في أفغانستان والتركيز على القاعدة في أفغانستان وعلى الحدود الباكستانية الأفغانية. وصحيح أنه يتوجب على أوباما أن يدعم هذا الإتجاه - مواصلة الحرب الأمريكية على ما يسمى بالإرهاب - لأنه إن لم يفعل ذلك سيتهم بعدم حرصه على أمن أمريكا ومؤكد أنه عندها لن ينتخب لرئاسة أمريكا لكن حجة القضاء على الإرهاب أو ما أحب أن أسميه بإسمه الصحيح مصلحة أمريكا فوق الجميع لا تبرر لدولة كأمريكا التدخل في شؤون الدول الأخرى واحتلال أراضيها ونهب ثروات الشعوب الأخرى وإباحة سفك دماء الآخرين لأجل الحفاظ على أمنهم واستقرارهم الذي لن يتم باستعراض القوة العسكرية وإنما بالسلام واحترام وفهم الأمم الأخرى.


لن أطيل الحديث حول هذه النقطة فما أود الحديث عنه هو المناظرة التي دارت بين أوباما وماكين والتي لم أتمكن من مشاهدتها إلا بعد مرور نصف ساعة من بدئها :(


المناظرة كامله


[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=F-nNIEduEOw]


ملاحظاتي حولها هي كالتالي:


- ماكين لا يختلف كثيراً عن باقي الساسة فجميعهم يعتلون المنصة ويمارسون بيع الكلام وقد كان واضحاً ذلك من وعوده التي تفتقر لخطط عملية تخرجها من إطارها النظري البحت.


- حرص ماكين على الحديث عن خبراته السابقة وزياراته الخارجية وهذا مهم جداً لكنه غير كافي في ظل إفتقاره لخطط إستراتيجية كتلك التي عرضها منافسه أوباما.


- أوباما كان مذهل جداً ليس فقط في عرضه ل الخطط التي ينوي تطبيقها وإنما حتى في الكم الهائل من المعلومات التي يلم بها.


- إلتزام أوباما بالمنهج العلمي في تحديده للمشكلة وطرق حلها وحرصه على إلتزام الموضوعية في نقده وذلك بنقده أفكار منافسه لا شخصه.


- هنالك جانب عملي قام به أوباما ليؤكد على أن ما يقوله ليس مجرد نظريات يبشر بها وذلك بنظره لمنافسه ماكين أي انه قادر على التحاور مع الطرف الآخر على عكس ماكين الذي كان يرفض أن ينظر إلى أوباما مما يعني أنه غير قادر مستقبلاً على الحوار مع الأطراف الأخرى التي تعارض سياسة أمريكا.


- ماكين لم يهتم سوى بفوزه على أوباما حتى لو كان ذلك بطرق دنيئة فعند عجزه عن نقد أفكار أوباما نجده يلجئ إلى الإنتقاص من شخص أوباما وذلك بوصفه بالمتدرب مرة ومرة بالساذج ومرة يقول أن أوباما لا يفهم...أو أوباما ليست لديه الخبرة لكذا وكذا.



- أوباما في أكثر من مرة كرر أنه يوافق ما يقوله ماكين وهذا من وجهة نظري الشخصية لا يفيد أوباما بقدر ما يفيد ماكين لأنه يؤكد صحة الإتهامات التي وجهها ماكين ل أوباما والتي ذكرتها في النقطة السابقة.

أخيراً كم أتمنى أن تجرى مناظرة بين جو بايدن و سارة بايلن حتى أضحك على فضائح الجمهوريين ومشروع الدُمّى الفاشل.

Sep 20, 2008

Sep 14, 2008

لحظة إنهزام..أمام نص


لا يُجِيدُ القراءة لكنه يُجِيدُ فك الحروف


هذهِ حقيقة..تجاهلها


قُويراء


حشر أنفه في النص


ففك الحروف وبقيت طلاسم القراءة


استعان بلسان العرب


واستغاث بالمحيط حتى يفك الطلاسم


لكنها ظلت تقف بتحديٍ أمامه


وعند إنهزامه....


مارس هواية "السب والشتم" بمهارة


حتى يرد لذاته إعتبارها


...............................


شاهدة عيان قد تعيد صياغة مفردات شهادتها دون أن تغير من محتواها

المرأة.. وقضايا الإصلاح


سهيلة زين العابدين


يعد الإصلاح الإجتماعى القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها الإصلاح الداخلي في كل مجالاته،فإذا صلح هذا الجانب ،استقامت الحياة في المجتمع ،وصلحت جميع مرافقه،كيف يكون هذا؟


إنَّ موطن الخلل في هذا المجتمع الرؤية المتضاربة لدور وتركيبة عنصر هام وفعَّال في هذا المجتمع يشكل نصفه ،بل هذا العنصر هو المكوَّن الأساسي لهذا المجتمع بحكم دوره ومسؤوليته في الإعداد والتربية ،وأعني بهذا العنصر " المرأة"


أجل المرأة هذا المخلوق الإنساني الذي كرَّمه الله ،وجعله خليفته في الأرض مثله مثل الرجل،وساوى بينه وبين الرجل في الإنسانية ،وفي الأجر والثواب ،وفي حق التعليم ،وإبداء الرأي ،والمشاركة في الحياة العامة ،كما ساوى بينه وبين الرجل في الحدود والقصاص والعقوبات ،وكلَّفه بمهام يعجز الرجال القيام بها ،وهي إنجاب هذا الإنسان وتربيته وإعداده ليواجه الحياة ،وليكون عنصراً فعالاً فيها،ولكن لم يقصر دوره على هذا بل أعطاه من الحقوق ما يجعله يشارك في البناء في مختلف المجالات وفق طبيعته الفطرية وضوابط وضعها له لحمايته ممّا يواجهه من مخاطر وعراقيل.


فالمرأة في الإسلام مخلوق مكرَّم أماً وزوجة ،أختاً وابنة ،وجعل الإحسان إليها طريقاً إلى الجنة .


والمرأة في المجتمع الإسلامي عنصر فعَّال فيه،ولها مشاركات على مختلف الأصعدة السياسية والقتالية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية والطبية في مختلف العصور،وسير الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن ،ونساء الإسلام في مختلف العصور تشهد بهذا،ولا يتسع المجال هنا لسرد هذه السير، ولكن الذي تخرج به منها الآتي :


1- كان لها دور أساسي في حفظ التشريع الإسلامي من خلال روايتها للحديث الذي يمثل المصدر الثاني للشريعة الإسلامية ،وهذا يؤكد على عدالتها ،وكامل أهليتها و مقدرتها على الحفظ والضبط ،وهذه شروط راوي الحديث ،ولم يؤثر أن وُصفِت راوية حديث بالخلط أو التدليس.


2- الثقة في قدرة المرأة على الحفاظ على ما تؤتمن عليه مهما كان هذا المؤتمن عليه خطيراً وهاماً وحساساً ،ولا يوجد أهم من كتاب الله ،دستور هذه الأمة ؛إذ ائتمنت على حفظ النسخة الوحيدة منه أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر ابن الخطَّاب رضي الله عنهما، وأسماء بنت أبي بكر الصديق قد ائتمنت على سر الهجرة النبوية ،وشاركت مشاركة عملية في إنجاحها.


3- حصولها على حق الفتوى ،وممارستها له ،وكان من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن اللواتي مارسن الفتوى : _ أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها:وهي راوية للحديث ،وقد مارست الفتوى في زمني أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ،وكانت تأتيها مشيخة محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها في عويص العلم ومشكله فتجيبهم جواباً مشبعاً بروح التروي والتحقيق ممَّا لا يتسنى إلاَّ لمن بلغ في العلم مقاماً علياً ،قال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه : ما أشكل علينا أصحاب محمد أمر قط فسألنا عنه عائشة إلاَّ وجدنا عندها منه علماً .)

وقال مسروق : رأيتُ مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض.) [أنظر : الإصابة لابن حجر ،كتاب النساء رقم 11461 ]
وقال عطاء بن أبي رباح : ( كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً في العامة )

وقال المقداد بن الأسود : ( ما كنتُ أعلم أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بشعر ولا فريضة من عائشة.)

وقال الزركشي في المعتبر : ( إنَّ عمر بن الخطَّاب وعلي بن أبي طالب كانا يسألانها في مسائل فقهية عديدة .)
وفي شرح الزرقاني وفتح الباري : ( أنَّ عائشة كانت فقيهة جداً حتى قيل إنَّ ربع الأحكام الشرعية منقول عنها )
وقال عروة بن الزبير : ( ما رأيتُ أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة .وقال أيضاً : ( ما رأيتُ أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة)

وأم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها كانت أيضاً من راويات الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وكانت تفتي ،وقد ولاَّها أبوها عمر رضي الله عنه نظارة وقفه الذي أوقفه في حياته مع وجود أولاده ومنهم الفقيه العالم " عبد الله " ،كما حفظ عندها نسخة القرآن الكريم الوحيدة مع وجود كبار الصحابة مثل عثمان وعلي رضي الله عنهما ،وغيرهما من كبار الصحابة ،وكل هذا إشارة منه لإثبات أهلية المرأة للولاية ،ولإئتمانها على دستور الأمة .


وممن عرف عنهن بالفتوى أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث.

ومن النساء المسلمات اللواتي مارسن الفتوى :

وأم عيسى بنت إبراهيم بن إسحاق الحربي توفيت في رجب سنة 328هـ [ انظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ،والبداية والنهاية لابن كثير ، والمنتظم لابن الجوزي ،وصفوة الصفوة لابن الجوزي ]


وأمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل المحاملي توفيت سنة 377هـ ،وكانت عالمة فاضلة وفقيهة متفقهة في المذهب الشافعي ،وكانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة . [ أنظر تأريخ بغداد للخطيب البغدادي ،وصفوة الصفوة لابن الجوزي ،والمنتظم لابن الجوزي ،وطبقات الشافعية لجمال الدين الأسنوي ،وشذرات الذهب لابن العماد،والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ، ومرآة الجنان لليافعي]


هذا وقد استند الإمام ابن جرير الطبري إلى أهلية المرأة للفتوى بأهليتها للقضاء لأنَّ الفتوى لا تشترط الذكورة وكذا القضاء.


4-حصولها على حق الشورى :


فلقد أخذ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم بمشورة أم سلمة رضي الله عنها في أمر حساس من أمور الأمة ،عندما عزَّ على صحابته رضوان الله عليهم أن يحلوا الإحرام بعد صلح الحديبية دون أن يؤدوا العمرة التي خرجوا من أجلها ،إذ طلب منهم الرسول صلى الله عليه وسلَّم التَّحلل من الإحرام فلم يفعلوا ،وذكر الأمر لأم سلمة رضي الله عنها ،فأشارت إليه أن يبدأ هو بما يريد ،ففعل فقاموا فنحروا ،وجعل بعضهم يحلق لبعض.

هذا وقد أشارت أم سليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ،فعن أنس أنَّ أم سليم رضي الله عنها يوم حنين قالت : يا رسول الله : اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أم سليم إنّ الله قد كفى وأحسن"


كما أخذ سيدنا عمر رضي الله عنه برأي المرأة القرشية عندما جمع المسلمين ،وكان ذلك بمثابة مجلس شورى ليعرض عليهم أمر تحديد المهور ،ومحاجة المرأة القرشية له دليل على أنَّ في هذا المجلس كان يوجد نساء ورجال ،وأخذه برأيها يوحي أنَّ لها حق الجلوس في مجالس الشُّورى ،ولها حق إبداء الرأي.

وقد أشارت أم المؤمنين حفصة بنت عمر على أخيها عبد الله بعد طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد بأن يخبر أباه ما يقوله الناس بأنَّه لم يستخلف ،وأخذ برأيها وأخبره بذلك ،كما أخذ برأيها عندما أشارت عليه بحضور يوم التحكيم قائلة له " إنَّه لا يجمل بك أن تتخلف عن صلح يصلح الله به بين أمة محمد ،وأنت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمر بن الخطَّاب.


وهكذا نجد كيف تمتعت الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن بحق الشورى التي لم تقتصر على شؤون المرأة ،وإنَّما امتدت إلى شؤون الحكم ،وشؤون الدولة.


لقد حصلت المرأة المسلمة على حق الشورى امتثالاً لقوله تعالى في الآية 159 من سورة آل عمران : ( فَبِمَا رَحمَةٍ مَّن اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك فَاعفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُم في الأَمْرِ) واضح من الآية هنا أنَّ الخطاب جاء بصيغة العموم ،أي يشمل الذكور والإناث،وإلاَّ لكانت دعوته صلى الله عليهم خاصة بالرجال دون النساء إن اعتبرنا أنَّ قوله جل شأنه ( وشاورهم في الأمر) قاصر على الرجال)؛إذ لا يمكن تجزئة الخطاب هنا إلى جزئين جزء يشمل الرجال والنساء ،وهو الخاص بالدعوة ،أمَّا الجزء المتعلق بالشورى فهو خاص بالرجال فقط،وذلك من أجل أن نحرم المرأة من حق الشورى!ولو كان الأمر كذلك لاستثنى الله جلَّ شأنه النساء منها.


،وقوله تعالى في الآية 38 من سورة الشورى : ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبَّهم وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون)


فالخطاب هنا جاء بصيغة العموم أيضاً ،ولو قصرنا قوله تعالى ( وأمرهم شورى بيْنهم ) على الرجال دون النساء ،فهذا يعني أنَّنا قصرنا الصلاة والزكاة والصدقات التي هي من الإنفاق على الرجال أيضاً ،وأسقطنا ذلك عن النساء ،وهذا يتنافى عمّا جاء به الإسلام.


5- حصولها على حق البيعة : فلقد بايعت النساء الرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة ،وفي المدينة وآية البيعة صريحة في سورة الممتحنة،إذ يقول جلَّ شأنه ( يا أيها النَّبيُ إذا جاءك المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنكَ على أنْ لا يُشْرِكنَ باللهِ شيئاً ولا يَسْرِقَنَ ولا يزْنِينَ ولا يَقْتُلنَ أوْلاَدَهُنَّ ولا يأتِين بِبُهْتانٍ يفترِينَهُ بين أيديِهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ ولاَ يَعْصِينَكَ في معْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ واسَتغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إنَّ اللهَ غفُورٌ رَّحيم)


هذا نص قرآني واضح وصريح ،ولا يحتاج إلى اجتهاد أو تأويل قد خصَّ الله جلَّ شأنه فيه النِّساء بالبيعةِ تأكيداً على أنَّ بيعتَهنَّ مستقلةٌ عن بيعة الرِّجال ،أي ليست تابعة لمبايعة الرجال ،وإنَّما متممة ومكملة لها ولا تكتمل البيعة إلاَّ بها . ومن هذا المنطلق فالمرأة لها حق مبايعة الحاكم في أنظمة الحكم القائمة على المبايعة ،وحق الانتخاب في الأنظمة القائمة على الانتخابات ،وهنا أتساءل هل توجد بيعة للنساء في عصرنا هذا ؟


6- ممارستها لحق الولاية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: مارست الصحابية الجليلة سمراء بنت نُهَيْك حق الولاية على السوق في مكة المكرمة ،فقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب : ( أنَّها من ربات الوعظ والإرشاد ،أدركت الرسول صلى الله عليه وسلم ،وقد عمَّرت ،فكانت تمر في الأسواق ،وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،وتضرب الناس بسوط كان معها) ،وقد ذكرها ابن حجر في الإصابة، كما ولى سيدنا عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه الشِّفاء من بني عدي الحسبة ،واعتبر الفقهاء الحسبة نوعاً من أنواع القضاء.كما ولى سيدنا عمر بن الخطَّاب ابنته السيدة حفصة رضي الله عنهما نظارة الوقف الذي أوقفه ، كما كان النساء يعلمن الرجال ويجزن العلماء ،فعلى مر العصور كانت المرأة التي بلغت قدراً كبيراً من العلم يسمع عنها علماء الأمة وفضلائها ونبلائها وكانت تجيزهم وتعلمهم ،منهن:


- السيدة عائشة ،أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما ،وقد بيَنتُ ذلك.


- السيدة أسماء بنت عُميس رضي الله عنها ،وقد أسلمت قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب،وهاجرت إلى المدينة ،وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين حديثاً ،وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسألها عن تفسير المنام ،ونقل عنها أشياء من ذلك.2


- السيدة الصحابية الجليلة نُسيبة بنت الحارث الأنصارية ،كانت من فواضل الصحابة ،وكانت تغزو كثيراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمرض المرضى وتداوي الجرحى ،وشهدت غسل ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ،وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت ،وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر رضي الله عنه أربعين حديثاً.3


- سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ،وهي سيدة جليلة ذات نبل ومقام رفيع ،كانت تجالس الأجلة من قريش ويجتمع إليها الشعراء والأدباء فيحتكمون إليها فيما أنتجته قرائحهم فتبين لهم الغث من السمين ،وتناقش المخطئ مناقشة علمية فيقنع بخطأه ،ويقر لها بالفضل وقوة الحجة وسعة الاطلاع .4


- موفقية بنت أحمد بن عبد الوهاب : محدثة ولدت سنة 636هـ ،وأخذ عنها ابن سيد الناس ، والعز بن جماعة والسبكي ،وابن الفخر ،وعبد الله بن محمد بن عبد الملك المقدسي،وقرأ عليها محمد الواني الجزء الأول من حديث قُتيبة بن سعيد بسماعها من علم الدين علي الصابوني ،وسمع عليها الواني من حديث علي بن محمد بن بشران المعدل بسماعها من الحسن بن إبراهيم بن دينار وأجازت له،وتوفيت سنة 712هـ5


- ست الكل بنت أحمد بن محمد القسطلانية المكية،خرَّج لها الحافظ الأقفهسي جزءاً ،وحدَّثت وسمع منها بمكة التقي الفاسي وابن حجر ،وتوفيت بمكة سنة 803هـ . [ المرجع السابق ،ج2 ،ص 166 نقلاً عن الضوء اللامع للسخاوي ،وشذرات الذهب لابن العماد]


- أمة الخالق بنت عبد اللطيف القاهري ،شيخة صالحة وكاتبة فاضلة ،وأجازت للسخاوي ،وتوفيت سنة 833 هـ. [ المرجع السابق /ج1 ،ص83،84،نقلاً عن الضوء اللامع للسخاوي ].


- أم أحمد المُرسية ،وهي محدثة سمعت على ابن سلامة ،وأجازت للسخاوي ،وتوفيت سنة 850هـ . [ المرجع السابق ،ج1 ،ص 23 ،نقلاً عن التبر المسبوك للسخاوي]


- آمنة بنت محمد الرشيدي القاهري ،محدثة ذات بر وإحسان ،أجاز لها أبو هريرة بن الذهبي ،وأبو الخير بن العلائي وآخرون ،وحدثت باليسير وأخذ عنها بعض الطلبة ،وأجازت للسخاوي ،وتوفيت سنة 867هـ . [ المرجع السابق ،ج1 ،ص 17 عن الضوء اللامع للسخاوي ]


- آسية بنت جار الله الطبري ،محدثة ولدت بمكة سنة 796هـ أخذ عنها الإمام السيوطي ،وأجازت للسخاوي ،توفيت بمكة سنة 873هـ . [ المرجع السابق ،ج1 ،ص 6 ،نقلاً عن الضوء اللامع للسخاوي]


وقد مارست المرأة هذا الحقوق امتثالاً لقوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)


7- ممارستها لحق المشاركة في غنائم الحروب لمشاركتها في القتال ،وقيامها بمداواة الجرحى ،وسقياهم ،فهاهي نسيبة بنت كعب " أم عمارة" رضي الله عنها كانت في غزوة أحد في أول النهار ،ولما انهزم المسلمون انحازت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ،وأخذت ترمي بالقوس ،وتقاتل أشد القتال ،وهي حاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحاً أبلغها جرحاً في عاتقها ،وظلّت تداوي هذا الجرح عاماً كاملاً ،وتمضي الأيام ،وتظل الفدائية التي تخدم الإسلام بكل ما تستطيع في الحرب والسلام ،فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية ،وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله ،كما شهدت يوم حنين،وفي حروب الردة استأذنت من سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه الالتحاق بالجيش ،فقال لها أبو بكر رضي الله عنه : لقد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله ،فخرجت ومعها ابنها حبيب ابن زيد بن عاصم ،وأبلت في هذه المعركة بلاءً حسناً ،وتعرضت إلى كثير من المخاطر ،وهي ثابتة مقدامة ،وكانت تتمنى الشهادة ،وأسر مسيلمة الكذاب ابنها وعذبه حتى مات ،وخرجت أم عمارة مع ابنها عبد الله إلى معركة اليمامة ،وكانت معركة قاسية أظهرت فيها من الفدائية ما يذهل أعظم الرجال ،وكانت حريصة على أن تقتل مسيلمة بيدها ثأراً لابنها الحبيب ،ولكن تمكَّن منه ابنها عبد الله مع وحشي بن حرب ،وخرجت أم عمارة من المعركة باثني عشر جرحاً بعد أن فقدت ذراعها ،وفقدت ابنها الآخر عبد الله ،وجاء أبو بكر رضي الله عنه لزيارتها ،وقال عن ذراعها الذي فقدته بأنه قد سبقها إلى الجنة .


8- حصولها على كامل حقوقها في الميراث ،ولم يؤثر أنَّ امرأة حُرمت من هذا الحق الذي حرمت منه المرأة قبل الإسلام ،حيثُ كانت تورث ولا تُورث .


9 - ممارستها لحقها في الأهلية الحقوقية المالية: فالمرأة المسلمة لها الحق مثلها مثل الرجل في الشراء والبيع والقرض والإقراض والرهن والإعارة ،والوقف ،ولها التصرف في مالها كما تشاء بدون إذن وليها مادامت بالغة رشيد،فلا وصاية لأحد عليها ،فهي كاملة الأهلية.


10- ممارستها لحق إجارة المحارب: وكلنا يعرف قصة أم هانئ أخت على بن أبي طالب لرضي الله عنهما التي أجارت محارباً يوم فتح مكة ،وأرد أخوها علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه قتله ،فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقالت له : هذا ابن أبي وأمي يريد قتل من أجرته ،فسألها عمن أجارت ،وسمته له ،فقال لها عليه الصلاة والسلام : (أجرنا من أجرت يا أم هانئ)،,لم تُخفر إجارة امرأة ،ويقابل الإجارة في عصرنا الحالي ما يُسمى بحق اللجوء السياسي.


11- حقها في الترفيه عن نفسها:


في الاحتفالات بالأعياد كانت النساء ـ حتى الصبايا اللواتي لم يبلغن الحلم يشاركن الرجال في هذه الاحتفالات ..بل وحتى الحُيَّض كن يشاركن في الاحتفال دون أن يشاركن في صلاة العيد ، وكذلك ربَّات الخدور .. وفي هذه المشاركات ـ التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ـ تروي أم عطية ـ فيما رواه البخاري ـ فتقول : ( أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نُخرج العواتق [ من بلغت الحُلم واستحقت التزويج] وذوات الخدور والحُيّض وليشهدن الخير وجماعة المسلمين ودعوة المؤمنين ،ويعتزل الحُيّض المصلى )..وعنها فيما رواه البخاري : ( كنا نؤمر أن نَخرج يوم العيد ،حتى تُخرج البكر من خِدرها .. بل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو من لديها فضل ثياب أن تعيره لمن لا ثياب لديها كي تشارك في الاحتفال العام بالعيد .. ولقد سألت أم عطية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما جاء بالصحيحين-:


- يا رسول الله أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج ؟ فقال : ( لتُلْبِسْها صاحبتها من جلبابها).


- وفي الاحتفالات بالانتصارات والفتوحات ،كانت النساء يخرجن - حتى الصبايا منهن - للمشاركة في الاحتفالات ..حدث ذلك - كما يروي ابن عباس - في صحيح مسلم- يوم فتح مكة " عندما كثر الناس على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهم يقولون : هذا محمد ،هذا محمد .. حتى خرج العواتق من البيوت..


- بل وشاهدت المرأة المباريات والألعاب الفنية وإنشاد الأهازيج ..وأين ..في مسجد النبوة! .. فعن عائشة رضي الله عنها قالت فيما رواه البخاري ومسلم ـ : " كان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدَّرق [ جمع درقة : الترس المصنوع من الجلد] فإمّا سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم ،وإمّا قال :


- تشتهين تنظرين؟


- قلتُ : نعم . فأقامني وراءه ،خدي على خده ،وهو يقول : دونكم بنى أرفدة [ إغراء وتشجيع للأحباش اللاعبين] ..حتى إذا مللتُ ،قال : حسبك ؟ قلت : نعم..6


- وفي منازل الصحابة ،كانت نساؤهم يخدمن الرجال في الولائم والأعراس .. وفي البخاري ومسلم : لما عرَّس أبو أسيد الساعدي دعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ،فما صنع لهم طعاماً ولا قرب إليهم إلاَّ امرأته أم أسيد ..فكانت خادمتهم يومئذ ،وهي العروس .بلَّت تمرات في تَوْر ( إناء) من حجارة من الليل ،فلما فرغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الطعام أماثَتْهُ [ أذابته ] له فسقته ،تُتْحفُه [ تخصه] بذلك" فالعروس تولم للمدعوين إلى عرسها ..وتقوم على خدمتهم ،وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.7


هذه أهم الحقوق التي مارستها المرأة المسلمة في عصر الرسالة ،وما تلاه من عصور،وكان لهذا أثره في نهوض الأمة الإسلامية ،وما بلغته من مكانة سامية ،فالمجتمع الإسلامي في عصر الرسالة على وجه الخصوص ،لم يكن أحادياً قاصراً على الذكور ،مهمشاً النساء ،كما هي حال مجتمعنا الآن،بل كانت المرأة مشاركة بصورة فعالة في جميع المجالات .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أين المرأة المسلمة من هذه الحقوق؟
هل المرأة المسلمة حصلت على كل هذه الحقوق ومارستها بالفعل؟

واقع المرأة المسلمة

بعد عرضي لحقوق المرأة في الإسلام ،وبيان مدى تمتعها بهذه الحقوق ،وإسهامها في المشاركة في الحياة العامة توقفتُ في الحلقة الماضية عند سؤاليْن في غاية الأهمية ،وهما :


- أين المرأة المسلمة من هذه الحقوق؟

- هل المرأة المسلمة حصلت على كل هذه الحقوق ومارستها بالفعل؟


لو نظرنا إلى واقع المرأة المسلمة المعاصر في مجتمعاتنا الإسلامية يجد أننا في ردة عن الإسلام فيما يختص بحقوق المرأة بنسب متفاوتة،أجل نحن في ردة عن الإسلام ،وقام الكثير ممن بيده إعطاء هذه الحقوق تعطيل نصوص قرآنية وحديثية قطعية الدلالة تمنح المرأة هذه الحقوق معطياً للأهواء والأعراف والعادات والتقاليد الأولية على النصوص الشرعية ،ولو حصلت المرأة المسلمة على كامل حقوقها كما في الإسلام،ونُظر للمرأة نظرة الإسلام لها ،لما وصلنا إلى هذه الحال التي نحن عليها الآن،فالمرأة هي القاعدة التي يرتكز عليها صلاح كل مجتمع ،فإذا صلحت صلح المجتمع،وإذا فسدت فسد المجتمع ،ومن هنا بدأتُ بالحديث عن الإصلاح ،بالإصلاح الاجتماعي الذي تشكل المرأة محوره الأساسي ،وصلاحها ليس بحبسها في بيتها ،وحرمانها من حقوقها سداً للذرائع الذي لا يطبق إلاَّ عليها فهي في نظر الكثير ،ولاسيما في مجتمعنا السعودي محط شهوة ،ومنبع كل فتنة ،ولا يُحمى المجتمع منها إلاَّ بحبسها في بيتها حتى الموت،هذا من جهة ومن جهة أخرى كثير من الرجال في مجتمعنا،وفي مجتمعات إسلامية أخرى فهموا القوامة فهماً خاطئاً ،وأعطوها معنى السيادة والاستعباد والاسترقاق متأثرين بما ساد من مفاهيم خاطئة في "عصور التراجع الحضاري للأمة الإسلامية ـإذ أدخلت إلى المجتمع الإسلامي شعوباً لم يُهذِّب الإسلام عاداتها الجاهلية ـ في النظر إلى المرأة والعلاقة بها ،وقد أصاب النموذج الإسلامي بتراجعات وتشوهات أشاعت تلك العادات والتقاليد الجاهلية في المجتمعات الإسلامية من جديد ،


فنُظر للمرأة نظرة دونية ،وأنَّها ناقصة عقل ،فأساءوا فهم حديث ناقصات عقل ودين ،واعتبروا المرأة ناقصة عقل ،وتعاملوا معها على هذا الأساس ،ولو رجعنا إلى مناسبة الحديث نجد أنَّه كانت بمناسبة عيد فطر أو أضحى ،وقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ،فقال : (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في أضحى أو فطر ـ إلى المصلى فمرَّ على النساء ،فقال : (يا معشر النساء ،ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكنَّ)

- قلن: وما نقصان عقلنا يا رسول الله؟

- قال: (أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟)

- قلن : بلى.

- قال: فذلك من نقصان عقلها . أليس إذا حاضت لم تصلِّ ،ولم تصم ؟

- قال: (فذلك من نقصان دينها)

هذا الحديث الذي فًسِّر تفسيراً مغلوطاً خاطئاً ليوافق تلك العادات والتقاليد التي تنقص من أهلية المرأة ،وألبسوه لباساً شرعياً ، وحكموا به على المرأة بأنَّها قاصر ناقصة الأهلية على الدوام ،واستغله الغلاة المتشددين لحرمان المرأة ممَّا لها من حقوق ،ولو تمعنَّ كل منصف متن الحديث ومضمونه ومناسبته يجد الآتي :


1- في رواية الحديث شك من الراوي حول مناسبة قوله هل كان ذلك في عيد الفطر ،أم في عيد الأضحى ،وهو شك لا يمكن إغفاله ـ كما قال الدكتور محمد عمارة ـ عند وزن المرويات والمأثورات.


2- إنَّ الحديث يخاطب حالة خاصة من النساء ،ولا يُشرِّع شريعة دائمة ،ولا عامة في مطلق النساء ..فهو يتحدث عن "واقع" ..والحديث عن الواقع القابل للتغير والتطور ـ والتشريع "للثوابت " عبادات وقيماً ومعاملات ـ شيء آخر.8 فعندما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنَّا أمة أمية ،لا نكتب ولا نحسب " رواه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود ،والإمام أحمد ـ فهو يصف واقعاَ ،ولا يُشرِّع لتأبيد الجهل بالكتابة والحساب ،لأنَّ القرآن الكريم قد بدأ بفريضة "القراءة " ( إقرأ باسم ربِّك الذي خلق .خلق الإنسان من علق . إقرأ وربك الكرم الذي علَّم بالقلم .علَّم الإنسان مالم يعلم.) والرسول صلى الله عليه وسلم الذي وصف واقع الأمية الكتابية والحسابية هو الذي غيَّره بالامتثال لأمر الله بتحويل الجهلاء الأميين إلى قراء وعلماء وفقهاء.9


3- أنَّ في بعض روايات هذا الحديث ـ كما يوضح الدكتور محمد عمارة ـ وخاصة في رواية ابن عباس رضي الله عنهما ما يقطع بأنّ المقصود به إنَّما هي حالات خاصة لنساء لهن صفات خاصة ،هي التي جعلت منهن أكثر أهل النار لا لأنَّهن نساء ،وإنَّما لأنَّهن ـ كما تنص وتعلل هذه الرواية ـ "يكفرن العشير"، ولو أحسن هذا العشير إلى إحداهن الدهر كله ،ثُمَّ رأت منه هِنَةً أو شيئاً لا يعجبها ،كفرت بكل النعم التي أنعم الله بها عليها ،وقالت بسبب النزق أو الحُمق ،أو غلبة العاطفة التي تنسيها ما قدمه لها هذا العشير من إحسان : " ما رأيتُ منك خيراً قط" ! رواه البخاري ومسلم والنسائي ومالك في الموطأ.فهذا الحديث يصف حالة بعينها ،وخاص بهذه الحالة ،وليس تشريعاً عاماً ودائماً لجنس النساء.


4- أنَّ مناسبة الحديث ترشح ألفاظه وأوصافه لأن يكون المقصود من ورائها المدح وليس الذم .. فالذين يعرفون خلق من صنعه الله على عينه حتى جعله صاحب الخلق العظيم ( وإنَّك لعلى خلق عظيم) ،فكيف بصاحب على هذا الخلق الكريم الذي جعل من العيد فرحة يستمتع بها مع الرجال النساء ،وحتى الصغيرات ،بل وحتى الحُيَّض والنفساء الذي حث على الرفق بالقوارير ،وأوصى بالنساء خيراً وهو في فراش المرض يودع هذه الدنيا يختار يوم الزينة والفرحة ليجابه كل النساء وطلق النساء بالذم والتقريع والحكم المؤبد عليهن بنقصان الأهلية لنقصانهن في العقل والدين؟؟


5- ومادامت مناسبة الحديث ـ يوم العيد والزينة والفرحة لا ترشح أن يكون الذم والغم والحزن والتبكيت هو المقصود .. فإنَّ ألفاظ الحديث تشهد على أنَّ المقصود إنَّما كان المديح الذي يستخدم وصف الواقع الذي تشترك في التحلي بصفاته غالبية النساء إن لم يكن كل النساء ،فالحديث يشير إلى غلبة العاطفة والرقة على المرأة ،وهي عاطفة ورِّقة صارت " سلاحاً" تغلب به هذه المرأة أشد الرجال حزماً وشدة وعقلاً ..وإذا كانت غلبة العاطفة إنَّما تعني تفوقها على الحسابات العقلية المجردة والجامدة ،فإنَّنا نكون أمام عملة ذات وجهيْن ،تمثلها المرأة .. فعندما المرأة تغلب العاطفة على العقلانية ـ وذلك على عكس الرجل الذي تغلب عقلانيته وحساباته العقلانية عواطفه ،وفي هذا التمايز فطرة إلهية ،وحكمة بالغة ،ليكون عطاء المرأة في ميادين العاطفة بلا حدود ولا حسابات ..وليكون عطاء الرجل في مجالات العقلانية المجردة والجامدة مكملاً لما نقص عند الشق اللطيف والرقيق ، فنقص العقل ـ الذي أشارت إليه كلمات الحديث النبوي الشريف ـ هو وصف لواقع تتزين به المرأة السوية وتفخر به ـ لأنَّه يعني غلبة عاطفتها على عقلانيتها المجردة ..لذلك كانت مداعبة صاحب الخلق العظيم ـ الذي أتاه ربه جوامع الكلم ـ للنساء في يوم الفرحة والزينة ،عندما قال لهنَّ : إنَّهن يغلبن بسلاح العاطفة وسلطان الاستضعاف أهل الحزم والألباب من عقلاء الرجال ،ويخترقن بالعواطف الرقيقة أمنع الحصون!10


6- فقوله صلى الله عليه وسلم ( ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فهو مدح للعاطفة الرقيقة التي تذهب بحزم ذوي العقول والألباب .. ويا بؤس وشقاء المرأة التي حُرمت من شرف امتلاك هذا السلاح الذي فطر الله النساء عليه !


7- وإذا كان هذا هو المعنى المناسب واللائق بالقائل والمخاطَب وبالمناسبة ،وأيضاً المحبب لكل النساء والرجال معاً الذي قصدت إليه ألفاظ "نقص العقل" في الحديث النبوي الشريف .. فإنَّ المراد "بنقص الدين" ـ هو الآخر ـ وصف الواقع غير المذموم ـ بل إنَّه الواقع المحمود والممدوح.


8- فعندما سألت النسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،عن المقصود من نقصهن في الدين ،تحدث عن اختصاصهن "برخص في العبادات تزيد على "الرخص " التي يُشاركن فيها الرجال ..فالنساء يُشاركن الرجال في كل الرخص التي رخَّص فيها الشارع ـ من إفطار الصائم في المرض والسفر ..إلى قصر الصلاة وجمعها في السفر .. إلى إباحة المحرمات عند الضرورات ..إلخ ،ثُمَّ يزدن على الرجال في "رخص" خاصة بهن ،مثل سقوط فرائض الصلاة والصوم عن الحُيَّض والنفساء ..وإفطار الحامل ،إن كان الصيام يشكل خطورة عليها وعلى الجنين ،وكذلك إفطار المرضع عند الحاجة في شهر رمضان .. إلخ..


9- وإذا كان الله سبحانه وتعالى يحب أن تُؤتى رخصه ،كما يحب أن تؤتى عزائمه ،فإنَّ التزام النساء بهذه الرخص الشرعية هو الواجب المطلوب والمحمود ،وفيه لهن الأجر والثواب .. ولا يمكن أن يكون بالأمر المرذول والمذموم ..ووصف واقعه ـ في هذا الحديث النبوي ـ مثله كمثل وصف الحديث لغلبة العاطفة الرقيقة الفياضة على العقلانية الجامدة ،عند النساء ،هو وصف لواقع محمود ..ولا يمكن أن يكون ذماً للنساء ،ينتقص من أهلية المرأة ومساواتها للرجال بأية حال من الأحوال.11


10- ويؤيد هذا أنَّ العقل في الإسلام مناط التكليف ،فنظر إلى المرأة على أنَّها كاملة الأهلية ،وتعامل معها على هذا الأساس ،فساوى بينها وبين الرجل في الحدود والقصاص ،وسائر العقوبات ،كما ساوى بينهما في الأجر والثواب،كما ساوى بينهما في الفرائض والعبادات التي تسقط عن ناقصي الأهلية ..الطفل والمعتوه والمجنون..ولم يسقط عن المرأة أي حد ،أو عقوبة أو قصاص لأنوثتها.ونجد الإسلام أعطى للمرأة حق رواية الحديث مثل الرجل تماماً ،كما ائتمنها على دستور الأمة "،وأعطاها حق الولاية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كما أعطاها حق المشاركة في القتال ،وحق إجارة المحارب ،وأعطاها حق الأهلية الحقوقية المالية التي تسقط عن القاصر الذي لم يكتمل نضج عقله والمعتوه والمجنون اللذان يعانيان من نقص في عقليهما،فكيف بعد كل هذا يُنظر إلى المرأة على أنَّها ناقصة الأهلية ؟


وإن قيل إنَّ شهادة امرأتين برجل واحد ،وأقول هذه في البيوع لتوثيقها ،وليس في مقام الشهادة التي يقضي بها القاضي ويحكم ،يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بِديْنٍ إلى أجلٍ مُسَّمى فاكتبوه وليكتُبْ بينكم كاتبٌ بالعدلِ ولا يأب كاتبٌ أنْ يكتبَ كما علَّمَهُ اللهُ ) إلى قوله تعالى : ( واسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فإنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْن فَرَجُلٌ وامْرَأَتَان مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذّكِّرَ إِحَدَاهُمَا الأُخْرى) ،,ليس معنى هذا أنَّ شهادة المرأة الواحدة ،أو شهادة النساء اللواتي ليس معهن رجل ، لا يثبت بها الحق ،ولا يحكم بها القاضي ،فإنَّ أقصى ما يطلبه القضاء هو البيِّنة،وقد حقق ابن القيِّم أنَّ البيِّنة في الشرع أعم من الشهادة،واعتبار المرأتيْن في الاستيثاق كالرجل الواحد ليس لضعف عقلها ،الذي يتبع نقص إنسانيتها ،ويكون أثراً له12، وإنَّما يرجع لعدم ممارسة المرأة التجارة وعقود البيع ،وانشغالها بالتفكير في بيتها وأولادها ،وهي خارج بيتها يعرضها لنسيان بعض ما يُراد توثيقه ،لذا كانت شهادة الامرأتيْن بحضورهما معاً ،وليس كل واحدة على حدة ،وممَّا يؤكد على شهادة امرأتين برجل واحد في البيوع لذاك السبب مساواة المرأة بالرجل في شهادات اللعان ،بأربع شهداء من الرجال أو النساء ،بل نجد الشرع اكتفى بشهادة امرأة واحدة في الأمور المختصة بالنساء كإثبات البكورة وغيرها،ولم يكتف بشهادة رجل واحد في الأمور المختص بها الرجال ،كل هذا يؤكد على كمال أهلية المرأة ،بل الذي يؤكدها رواية المرأة للحديث التي تعد شهادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وإذا كان ذلك ممَّا أجمعت عليه الأمة ،ومارسته راويات الحديث النبوي جيلاً بعد جيل ـ والرواية شهادة ـ فكيف تقبل الشهادة من امرأة على رسول صلى الله عليه وسلم ،وعلى شرع الله ،ولا تُقبل على واحد من النَّاس؟؟ إنَّ المرأة العدل ـ كما يقول ابن القيم ـ كالرجل في الصدق والأمانة والديانة .13


ولستُ أدري كيف غابت كل هذه الحقائق عن هؤلاء الغلاة المتشددين الذين حكموا على المرأة بنقصان أهليتها لفهمهم القاصر لما جاء في الحديث عن نقصان عقول النساء؟

ولم يكتفوا بهذا ؛إذ نجد أنَّهم فسَّروا كلمة "عوان" التي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بها النساء في خطبة حجة الوداع ،والتي تعني في لسان العرب : "النصف والوسط" أي الخيار .. وتعني ذات المعنى في موسوعات مصطلحات الفنون .. بأنَّ المرأة أسيرة لدى الرجال ،وأنَّ النساء أسرى عند الرجال ..وأنَّ القوامة هي لون من " القهر" لأولئك النساء الأسيرات !! ..،وقد عبَّر الإمام ابن القيِّم في أعلام الموقعين عن واقع عصره "العصر المملوكي" بقوله : " إنَّ السيد قاهر لمملوكه ،حاكم عليه ، مالك له ، والزوج قاهر لزوجته ، حاكم عليها ،,هي تحت سلطانه وحكمه شبه الأسير" 14،بل نجد بعض الفقهاء في عصور الجمود يعرِّفون عقد النكاح بأنّه ( عقد تمليك بضع الزوجة) ،وهو يخالف قوله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) ،وقوله تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) ،وقوله تعالى : ( ولهنَّ مثل الذي عليهن بالمعروف )


ولم يكتفوا بممارسة هذا المفهوم داخل بيوتهم في نطاق أسرهم ،بل نجدهم يريدون تعميم القوامة على كل النساء ،وباعتبارهم هم القوَّامون فليس من حق المرأة أن تعارضهم ،أو أن تماثلهم في تولي مركز قيادي ؛لذا نجدهم يحولون دون حصولها على أي حق لها منحه الإسلام لها بتأويل النصوص وفق الأهواء والأعراف والعادات والتقاليد،أو تطبيقاً لسد الذرائع،وسد الذرائع لا يطبق إلاَّ على المرأة!

لذا ما من مطلب شرعي للمرأة في أي بلد إسلامي إلاَّ ويواجه بحملات شديدة من الاعتراض من قبل البعض معطلين النصوص الشرعية ومبطليها بشأن المرأة ليثبتوا أنَّ هذه المطالب مخالفة للشرع ،وفيها مفسدة وشر كبير للمجتمع،وهذا للأسف من رواسب التراجع الحضاري لأمتنا!


لذا نجد المرأة المسلمة حُرمت من حقوقها في الإسلام في المجتمعات الإسلامية بنسب متفاوتة ،فحرمت من حق التعليم قرون عديدة في جميع هذه المجتمعات ،ولا تزال نسبة الأمية بين النساء تفوق نسبة الرجال ،كما حُرمت المرأة من حقها في الميراث في بعض المناطق في بعض الدول الإسلامية ومن هذه المناطق مناطق في جنوب المملكة العربية السعودية ،وفي صعيد مصر ،وحتى وقت قريب في مناطق في غرب السودان ـكما ذكرت المحامية السودانية الأستاذة عزيزة عصمت حسنين في برنامج للنساء فقط15 ـ ،بل هناك بعض القبائل السودانية في جنوب السودان الرجل العاقر يحضر لزوجته أحد أشقائه أو أقاربه لتبيت معه إلى أن يتم الحمل ،وينسب وتقوم بالحمل منه لفترة معينة ويُنسب الطفل له للزوج. أيضاً هنالك قبائل في شرق السودان أو قبيلة تدعى القوز أو الجوز، هذه القبيلة مهر الزوجة فيها هو أخت الزوج يقدم أخته هذه مهراً للزوجة لكي يتزوجها أخيها، وهو زواج الشغار أو زواج البدل ما يعرف بزواج البدل، وهو زواج مخالف للشريعة الإسلامية، رغم إن هذه القبائل أيضاً مسلمة..!!!


كما حرمت المرأة المسلمة من حق الولاية على أموالها ،بل حرمت من حق الولاية على نفسها ،وكانت تزوج بدون موافقتها ورضاها ،ولا يزال بعض أولياء يزوجون بناتهم وأخواتهم دون رضاهن ،كما حُرمت المرأة في بعض المجتمعات العربية والإسلامية من حق البيعة والانتخاب، وعضوية مجالس الشورى ،وحق الولاية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وحق توليها مناصب قيادية ،كما حُرمت من حق الإفتاء .


واقع المرأة السعودية


وبمقارنة أخرى بين واقع المرأة في العهدين النبوي والراشدي ،وبين واقع المرأة السعودية بصورة خاصة التي تعيش في ذات الموقع الجغرافي الذي عاشت فيه الصحابيات الجليلات والتابعيات رضوان الله عليهن ،وتنتمي لذات العروق والأصول الجنسية التي تنتمي لها الصحابيات الجليلات نجد أنَّ المرأة السعودية محرومة من كثير من تلك الحقوق بحكم الأعراف والعادات والتقاليد من جهة ،ولرغبة بعض الرجال أن تكون لهم السيادة عليها في كل شيء ،وحصولها على ما أعطاه الإسلام لها يحرمهم من تلك السيادة ،لذا يجعلون الأولوية للأعراف والعادات والتقاليد التي تعطيهم حق السيادة ، كما يريدون، وسأوضح هذا :


حرمانها من حق التعليم:

عانت المرأة في مجتمعنا السعودي ،وسائر المجتمعات الإسلامية من الجهل ،إذ حُرمت من حق التعليم ،ولا تزال حتى الآن تشكل المرأة أكبر نسبة في الأمية.


- حرمانها حق الإرث والأهلية الحقوقية المالية :

بعض الرجال في مجتمعنا يريدون الاستئثار بكل المال ،ولا يريدون المرأة تملك مالاً ،ويستكثرون عليها ملكيتها لأي مال ،فيتعاملون معها على أنَّها ناقصة الأهلية ،ويفرضون على المجتمع والدولة التعامل معها بهذه الكيفية ،باعتبار الرجل هو صاحب القرار في إعطاء المرأة أي حق أو منعه عنها ،فالمرأة لا تستطيع نيل أي حق إلاَّ بموافقة الرجل ،وأحياناً يستصدرون قرارات وأنظمة تؤيد ما يريدونه، وسأوضح هذا في الآتي:


- في بعض المناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية أراد الإخوة الذكور أن يستفردوا بالميراث ،وحرمان أخواتهم الإناث منه بدعوى عدم خروج المال عن نطاق الأسرة بدخول أجنبي فيه أي زوج الأخت،فبعد وفاة الأب يجمع الإخوة الذكور أخواتهم البنات ،ويعطونهنَّ ترضية مالية مقابل تنازلهن عن حقوقهن الشرعية في الميراث ،وقد تبلغ الحمية الأزواج فيرفضون هذه الترضية ،ونجد هؤلاء الإخوة وبعد وفاتهم يرثنهم زوجاتهم ،فالمال هنا خرج عن نطاق الأسرة ، وذهب لأجنبية هي الزوجة،فزوجة ابن المتوفى يكون لها نصيب في الميراث بينما الابنة تُحرم منه ،وللأسف الشديد رغم مخالفة هذا لشرع الله ،وفيه ضياع للحقوق إلاَّ أنَّنا نجد علماء الدين يسكتون عن هذا الظلم ،وحجتهم أنّ الابنة تنازلت عن حقها ،وهي حرة في مالها تتنازل عنه متى أرادت ،ولا نستطيع إعطاءها حقها إلاَّ إذا رجعت إلى القضاء،مع أنَّهم يدركون تمام الإدراك أنَّها لم تتنازل عنه بمحض إرادتها،وإنَّما تنازلت عنه تحت ضغوط اجتماعية قاسية لا ترحم ،فإذا لم تتنازل ،ولجأت إلى القضاء ستعد متمردة خارجة عن الأعراف والتقاليد ،وسيقاطعها إخوتها الذكور ،وسينظر لها نظرة ازدراء من قبل أسرتها ومحيطها الاجتماعي ،فتتنازل مضطرة .


وهذه المأساة يمكن علاجها بكل بساطة ،وهي عن طريق المحكمة وكاتب عدل ،فالمعروف أنَّ الميراث لا يوزع على الورثة بالأنصبة المشروعة إلاَّ بعد استخراج صك وراثة من المحكمة ،وبالتالي يصدر قراراً بأنَّ الورثة لا توزع إلاَّ بحضور كاتب عدل وفق صك الوراثة،ويكون جميعهم حاضراً ،ويحصل كل وارث على صك من المحكمة بتحديد نصيبه،وبالتالي لا يستطيع الاخوة الذكور حرمان أخواتهم البنات من ميراث أبيهن .أيضاً لابد من التوعية الدينية في هذه المناطق ،وبيان عظم الذنب الذي يقترفه من يحرم أخته أو ابنته أو زوجه من الميراث.


ولا يقتصر الأمر عند هذا ،بل نجد هناك أسراً في المنطقة الوسطى لا تجيز للمرأة أن تشتري عقاراً باسمها ،فمن العيب أن يُقال هذا ملك فلانة ،لذا تُلزم بأن تكتبه باسم وكيلها الشرعي،وقد يستولي على هذا العقار ،وينكر حقها فيه ،إذ لا توجد وثيقة رسمية تثبت هذا الحق ،وهذا ا ينقلنا إلى قضية الوكيل ،فالمرأة عندنا لا تستطيع مباشرة أموالها وأعمالها بنفسها ،ولابد أن يكون لها وكيل هو الذي يتولى هذه الأمور ،والوكيل قد يكون الأب أو الأخ أو الزوج ،وبالتالي يتحكم في مالها ،ويصبح هو صاحب المال لا هي ،وهو يتصرف فيه كما يشاء ،وقد يصرف على الأسرة والبيت من مالها إن كان زوجاًُ ،وهو أمام الجميع هو الذي يتولى النفقة على زوجه وأولاده من ماله هو ،ولا تستطيع الزوجة أن تتكلم ،وإلاَّ أصيبت العلاقة الزوجية بشرخ كبير ،وإذا كان الأخ هو الوكيل ،فهو أمام المجتمع ولي الأمر المكلف بالإنفاق على أخته،وله حق القوامة عليها،فلا يحق لها عمل أي شيء إلاَّ بإذنه،ولكنه في الحقيقة هو المستولي على أموال أخته ،والمتصرف فيه كما يشاء ،يعطيها ما يعيشها المعيشة التي يحددها هو لها ليظفر بالباقي لنفسه زاعماً أنَّه يعطيها حقها بالعدل والقسطاط،وإن طالبته بكامل حقها يجن جنونه ،ويتهمها بالسفه والإسراف ،ويصبَّ عليها جمَّ غضبه،ويقاطعها ،وتقف الأسرة إلى جانبه لأنَّه الرجل،وإن لجأت إلى القاضي فسيقف القاضي إلى جانبه باعتباره الرجل ،وأنَّ المرأة ناقصة عقل ،وأنَّ الرجل على حق ،والمرأة على خطأ ،حدَّثتني إحدى الصديقات عن موقف أحد قضاتنا من المرأة ،من خلال قضية طلاق رفعتها أختها الطبيبة على زوجها لأنَّه يسيء إليها ،وقد تزوج عليها بزوجة أخرى وأسكن زوجه الثانية في البيت الذي بنته الزوجة الأولى من مالها ،فكانت أختها تتحدث إلى القاضي ،ولكن القاضي لا يعيرها اهتماماً ،وكأنَّها تتحدث مع نفسها ،فكيف سينصفها هذا القاضي؟وهناك من القضاة يرفضون التحدث إلى النساء ،فقد اتصلتُ هاتفياً بمنزل أحد القضاة لأستشيره في مسألة شرعية ،ورَّدت عليَّ زوجه ،وعرَّفتها بنفسي ،وطلبتُ أن أتحدث إلى فضيلة القاضي لأعرض عليه مسألة شرعية ،فراحت ،وعادت قائلة لي: يقول إنَّه لا يتحدث إلى نساء!


وإنَّني أتساءل المرأة التي سمع الله قول التي تجادل رسول الله في زوجها ،وشكت إلى الله ،وأنزل قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله..)

والرسول صلى الله عليه وسلم الذي استمع إلى النساء ،وما أكثر الأحاديث النبوية التي تبيِّن هذا؟كما كانت أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها وافدة النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطالبة بحقوق من خلفها من نساء المؤمنين،وقد روت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانين حديثاً، فعلى أي أساس شرعي يرفض قاض سماع شكوى امرأة؟

وهل هناك قاضية تسمع شكاوى النساء أم تترك النساء مقهورات ،وحقوقهن ضائعة لأنَّهنَّ نساء ؟


وإن قلنا من حق المرأة تولي القضاء هاج الرجال وماجوا واعترضوا ،وحرَّموا عليها شرعاً هذا الحق الذي من حقها مثلما أقرَّ به كثير من فقهاء الأمة قدامى ومعاصرين.

نعود إلى الوكلاء من ولاة الأمور ، فقد يساوم موكلته ،فلا يستخرج لها بطاقة شخصية ،أو لا يسمح لها بالسفر خارج المملكة إلاَّ إذا تنازلت له عن مالها عنده من حقوق ،بل هناك من الأزواج من يساوم زوجه الموظفة بأنَّه لا يسمح لها بالسفر مع أولادها خارج المملكة إلاّ إذا أعطته مبلغاً من المال يحدده هو.فالنظام عندنا يُحرَّم على المرأة البالغة الرشيد أياً كان عمرها أن تستخرج بطاقة إلاَّ عن طريق ولي الأمر ،حتى لو كان هذا الولي غير قائم بنفقتها ،ولا على أي شأن من شئونها ،وهذا يُشعر المرأة بالغُبن والقهر ،وأنَّها والأمَة سواء لا تملك من أمرها شيئاً،فلمَ لا يُسمح للمرأة البالغة الرشيد استخراج بطاقتها الشخصية بنفسها ،وجواز سفرها وتجديده ؟،فهي كاملة الأهلية شرعاً وقانوناً ،بدليل لو ارتكبت جُرماً فستُحاسب عليه ،وتعاقب بموجبه ،ولن يقع العقاب على وليها أو وكيلها،كما أنَّ الإسلام أعطاها حق الولاية على نفسها،وعلى مالها ،وعلى بيت زوجها ،وحق الولاية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كما جاء في قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهوْن عن المنكر) .


أمَّا مسألة عدم سفر المرأة الأرملة إلاَّ بإذن ابنها ،أو التي لم تتزوج ،وقد توفي أبوها إلاَّ بإذن أخوها مهما بلغت من السن والمكانة يُشعرها بالقهر والغُبن ،فالمرأة أكثر حرصاً على نفسها من غيرها ،وهذه الأم التي ربَّت ابنها كيف نعطيه الحق في أن يتحكم في أمه ،وهو الذي يعطيها الإذن بالسفر ،ولا تستطيع السفر بدون موافقته؟ هذا منتهى الامتهان للأمومة ،وإن كنَّا لا نثق في ائتمان المرأة على نفسها ،كيف نثق في حرصها على نفسها في بيتها في بلدها ؟ وكيف نثق فيها في تربية أولادنا ؟ والتي لا تحافظ على نفسها خارج بلدها هل تحافظ على نفسها داخل بلدها ، ،والشرع رخَّص لها بالسفر مادامت برفقة مؤمنة ،ومن منا ترضى لنفسها أن تسافر بمفردها أو تُعرِّض نفسها للخطر؟زيادة على ذلك فقد تضطر الظروف المرأة السفر للخارج للعلاج،ومن هو ولي أمرها الرسمي ،وليس الفعلي مسافر خارج المملكة ،فهل تموت المسكينة لأنَّ هذا الولي مسافر؟


وورقة إذن ولي الأمر لها بالسفر ليست هي التي تحميها من المخاطر إن لم تحم هي نفسها منها ،وتحافظ على نفسها ،هناك سيدات وبنات نَرَاهنَّ برفقة أزواجهن وآبائهن ،وهن سافرات متبرجات يرقصن بحضور أزواجهن وآبائهن وأخوانهن أمام الرجال الأجانب ،وهناك من الأزواج من يفرضوا على زوجاتهم خلع الحجاب ومجالسة أصدقائهم بكامل زينتهن ،ويرفضن ذلك ،ويُفضلَّن الطلاق على دوام العشرة الزوجية،وهناك من الآباء مَنْ يبعثوا ببناتهم بمفردهن،أو برفقة أمهاتهن للدراسة في دول أوربية وأمريكية،ويحافظن على أنفسهن ،ويعدن ومعهن أعلى الشهادات،فالمرأة هي التي تحافظ على نفسها ،وليس وليها ،فهناك فتيات ارتكبن خطيئة الزنا ،وتعاطين المخدرات ،وهن يعشن في كنف آبائهن،ومن المتناقضات العجيبة في مجتمعنا أنَّه في الوقت الذي يُصِّر فيه الرجل على عدم سفر أمه وأخته خارج المملكة إلاَّ بإذنه نجده يعيِّن فتيات صغيرات في مقتبل العمر في قرى نائية عن المدن التي يُقمن فيها ،ويقطعن يومياً ذهاباً وعودة مسافة قد تفوق المائة كيلومتر ،وقد تزيد المسافة عن ذلك برفقة سائق لا تربطهن به أية رابطة ،ويتعرضنّ لحوادث اغتصاب ،وهناك من هؤلاء الفتيات قد تعرَّضن لهذا ،ولكن الرجل يغضَّ الطرف عن هذا،فالإصرار على عدم سفر الأم والأخت مهما بلغت من السن إلاَّ بإذنه هو من قبيل فرض سيطرته عليهما ،حتى ولو كان غير قيِّم عليهما ،ولم يقم برعايتهما والإنفاق عليهما ،لأنَّ القوامة لها شرطان أولهما "بما فضَّل بعضهم على بعض " , يعني الرجل مفضل في ناحية والمرأة مفضلة في ناحية ـ كما يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ـ الرجل مفضل في ناحية التفكير والتبصر في العواقب، والمرأة مفضلة في ناحية العواطف والحنان..وقد زوَّدها الخالق بهذا للأمومة والزوجية، ولنتأمل روعة التعبير القرآني في قوله تعالى : ( بما فضَّل الله بعضهم على بعض) ،ولم يقل بما فضلهم على النساء،فالرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض}،وقد تكون المرأة أفضل من الرجل في قيادة البيت إن أصيب الرجل في قواه العقلية ،وأو أصيب بمرض نفسي يجعل حكمه على الأشياء حكماً خاطئاً ،كأن يصاب باكتئاب شديد أو تُصاب بمرض الوسواس ،ويعتقدون أنّ كل الناس يتآمرون عليه ،ويُشكك في سلوكيات زوجته وأولاده،وقد يُصاب بمرض يقعده عن الحركة ،كإصابته بشلل كامل ،فهل في مثل هذه الحالة تكون له قيادة الأسرة ؟


أمَّا الشرط الثاني للقوامة فهو الإنفاق ،وبما أنَّه لا ينفق على أمه أو أخته ،فبأي حق يعطى حق إعطائهما الإذن بالسفر خارج البلاد ؟


ثُمَّ أنَّ للمرأة حق الولاية على نفسها بدليل أنّ عقد زواجها لا يصح إلاَّ بموافقتها ،كما لها حق الولاية على بيتها ومالها،ولها حق الولاية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،فلمَ تُعامل معاملة مَن لا ولاية له كالرقيق والطفل الصغير؟


،فهذا النظام أرى ضرورة إعادة النظر فيه ،وتعديله بحيث يُسمح السفر للأرملة الأم بدون إذن ابنها، وكذلك للفتاة التي توفى أبوها ،وهي متولية أمر نفسها ،ولا ينفق عليها أخ ولا قريب ،وقاربت سن الأربعين .


هذا وهناك من الأزواج من يجعلون زوجاتهم يوكلونهم في تسلم رواتبهن ،فيستلمه الزوج،ومادام قد دخل جيبه ،فإنَّه يعتبره ملكه ،لا يعطيها منه إلاّ القليل.

ومجتمعنا يُحِّرم على المرأة المساهمة بملايين الريالات في أية شركة ـ كشركة الكهرباء مثلاً ـ عضوية مجلس إدارة هذه الشركة،وعليها أن توكِّل من ينوب عنها ،ومن حق المرأة المساهمة أن تتطمئن على أموالها ،و لها الحق في المشاركة في الإشراف عليها مثل ما للرجل الحق في المشاركة في الإشراف على ماله ،ولستُ أدري لمَ يُحرَّم عليها ذلك،ويُفرض عليها أن توكِّل من ينوب عنها ،في حين بإمكانها المشاركة في اجتماعات مجلس الإدارة عبر الدائرة التلفازية المغلقة،ولكن الغالبية العظمى من رجالنا يزعمون أنَّ لا ولاية لمرأة ،لفهمهم فهماً خاطئاً حديث الرسول صلى الله عليه "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"وإصرارهم على أخذهم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب متجاهلين تماماً قوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهوْن عن المنكر) وإن حاججتهم بهذه الآية أعطوا للآية معنى آخر ينفي أحقية المرأة في أية ولاية لتكون لهم الولاية والقيادة ،ويكون للمرأة الانقياد والاتباع،وتُحرم باسم الإسلام من تولي المناصب القيادية، متجاهلين أنَّ الإسلام أعطى للمرأة ذمة مالية خاصة ،وولاية وسلطاناً على أموالها ملكاً وتنمية واستثماراً وإنفاقاً ،مثلها في ذلك مثل الرجل سواءً بسواء .. والولاية المالية من أفعل الولايات والسلطات في المجتمعات الإنسانية ،على مر تاريخ تلك المجتمعات ..وفي استثمار الأموال ولاية وسلطان يتجاوز الإطار الخاص إلى النطاق العام.. متجاهلين أنَّ الإسلام أعطى المرأة حق الولاية على نفسها ،فلا يصح تزويجها إلاَّ بإذنها ،ولها الولاية في بيت زوجها ،وفي تربية أولادها طبقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ،فالأمير الذي على الناس راع عليهم ،وهو مسؤول عنهم ،والرجل راعٍ على أهل بيته ،وهو مسؤول عنهم ،والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ،وهي مسؤولة عنهم ،ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد.

لكن هناك من حرم المرأة حق ولايتها على مالها ،ومن الفقهاء من قصر ولايتها على هذه الولاية الخاصة ،وحرموها من الولايات العامة ،وفاتهم ممارسة المرأة لهذه الولاية في عهدي النبوة والخلافة الراشدة ،وسبق وأن أشرتُ إلى ذلك ،والحديث ( لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة ) له مناسبة يغفلها الكثيرون ،وحكموا عليه بعموم اللفظ ،وليس بخصوص السبب ،ومناسبة الحديث أنَّ نفراً قدموا من بلاد فارس إلى المدينة المنورة ،فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :

- "من يلي أمر فارس "

- قال: [ أحدهم ] : امرأة .

- قال: صلى الله عليه وسلم ـ : " ما أفلح قوم ولوا أمرهم ".


فملابسات ورود الحديث تجعله نبوءة سياسية بزوال ملك فارس ـ وهي نبوءة تحققت بعد ذلك بسنوات ـ أكثر منه تشريعاً عاماً يحرِّم ولاية المرأة للعمل السياسي العام .

ثُمَّ أنَّ هذه الملابسات تجعل معنى هذا الحديث خاصاً بالولاية العامة ،أي رئاسة الدولة ،وقيادة الأمة ،فمناسبة الحديث عن امرأة تولت عرش فارس ،واشتراط الفقهاء الذكورة في الولاية العامة يقصرها على الرجال ،ولكن هذا لا يحرمها من ولاية الولايات الأخرى.

وإن كان الخالق جلَّ شأنه عندما تحدث عن ملكة سبأ لم يعترض على ولايتها بل نجده جل شأنه قد أثنى عليها لأنَّها كانت تحكم بالشورى ،يقول تعالى : ( قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنتُ قاطعةً أمْراً حتى تَشْهَدُون)،بينما ذم فرعون مصر ـ وهو رجل لأنَّه انفرد بالسلطة وصنع القرار واتخاذه : ( قال فِرعونُ مَا أُرِيكم إلاَّ مَا أرى وَمَا أَهْدِيكُمْ إلاَّ سبيلَ الرَّشاد)،فلم تكن العبرة بالذكورة أو الأنوثة في الولاية العامة،وإنَّما العبرة بكون هذه الولاية شورية ،أم سلطاناً فردياً مطلقاً16.


ونفي الولاية للمرأة يشمل كل المجالات حتى المجالات الدعوية ،فيرفض رفضاً باتاً وجود المرأة في عضوية مجالس إدارة الجمعيات الخيرية والرابطات الإسلامية الدعوية ،رغم أنَّها عضوة متطوعة ،وتعمل بنشاط ،ولكن يطلب منها أن تكون أداة تنفيذية لما يقرره الرجل ،ولا يحق لها أن تكون صاحبة قرار ،أو تشارك في وضع القرار،وهذا يتنافى تماماً مع قوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهوْن عن المنكر)


ونفي الولاية عن المرأة جعل البعض يعارض عضوية المرأة السعودية في مجلس الشورى ،ممَّا جعل البعض ينفي إعطاء الإسلام للمرأة حق الشورى ،ويقصر آيات الشورى على الذكور دون الإناث ،مع أنَّها جاءت على صيغة العُموم شاملة الذكور والإناث كما جاءت فرائض الصلاة والصيام والزكاة ،وغيرها كثير من الفرائض والعبادات ،والإسلام كما يُلزمك بالتزامات ،فهو يعطيك بالمقابل حقوق ،ولكن للأسف هناك من الرجال في مجتمعنا من يريد حرمان المرأة من أي حق يستكثره عليها يجعلها في موقع الندية معه ،فهو يريد أن يكون هو القائد ،وهي التابع ،وإن قلت له :كيف تُحرم المرأة من حق عضوية مجلس الشورى ،والرسول صلى الله عليه أخذ برأي أم سلمة رضوان الله عليها في موقف الصحابة رضوان الله عليهم من صلح الحديبية الذي نص على عودتهم إلى المدينة دون أن يؤدوا مناسك العُمرة ،فيقول لك : هذا مجرد أمر عرضه على زوجته ،وقالت رأيها ،وفاته أنَّ تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم مع أزواجه للتشريع ،وهذا من حكمة الخاصية التي اختص بها الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وجعل زوجاته تسع زوجات ، ولو فسَّرنا تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم مع نسائه بهذا المفهوم لعطَّلنا كثير من التشريعات .


وعندما تستشهد بحق المرأة في الشورى بأخذ سيدنا عمر بن الخطَّاب رأي المرأة القرشية التي حاجته في مسألة تحديد المهور ،معلناً على الملأ : ( أصابت امرأة وأخطأ عمر)،واتخاذه من الشفاء من بني عدي بمثابة مستشارة له ضعَّف هاتيْن الروايتيْن رغم صحتهما.

خلاصة القول : فإنَّ من الرجال في مجتمعنا ومجتمعات عربية وإسلامية أخرى يُجدِّون في تعطيل النصوص القرآنية والحديثية وإضعاف الروايات التي تعطي للمرأة حقوقاً هم لا يردونها لها،وللأسف من هؤلاء الرجال فقهاء وعلماء دين ،وبذلك نجدهم يُلبسون أحكامهم هذه لباس الإسلام ،ويُعدُّون من يطالب بهذه الحقوق من الخارجين عن الجماعة ،وبالتالي يكفِّرونهم.

حق البيعة:

كما ذكرتُ آنفاً فإنَّ آية بيعة النساء آية واضحة وصريحة ،وقطعية الدلالة،ومع هذا نجد البعض ممن يُلبسون مواقفهم لباس الإسلام ،ويقولون :إنَّ هذه الآية لا تدل على بيعة النساء للحاكم ،فهذه البيعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بصفته نبي ،وليس بصفته حاكم ،وبالتالي فهي لا علاقة لها بمبايعة النساء للحكام ،وفاتهم أنَّ مبايعة الرجال كان مبنية على آية مبايعة النساء ،وكانت بذات الصيغة ،وبالتالي فإن أخذنا بهذا القول تكون ليس للرجال أيضاً بيعة للحكام ،فقد كانت بيعتهم للرسول كنبي ،وليس كحاكم ،وهكذا نجد هؤلاء أي خطأ وقعوا فيه !وأي ذنب اقترفوه في سبيل حرمان المرأة حق منحها إياه خالقها !وذلك لئلا يكون لها حق الانتخاب ،وحق المشاركة في الحياة النيابية ،وهذا حق سياسي للمرأة لا يريده الرجل لها .

كما فات هؤلاء أنَّ المرأة بايعت على الدخول في الإسلام كما بايع الرجال ..،وبايعت في العقبة على تأسيس الدولة الإسلامية،و" 17التي كانت بمثابة الجمعية العمومية لعقد تأسيس الدولة الإسلامية "، ثُمَّ اشتركت مع الرجال ـ يوم الحديبية في البيعة تحت الشجرة على الحرب والقتال ،وأنزل الله جلَّ شأنه في تلك البيعة التي لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يُبَايِعونَكَ تَحْتَ الشَّجَرةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبهم ،فأنزْلَ السَّكِينةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحَاً قَرِيبَاً )[ سورة الفتح :آية 18]


كما نزل قوله تعالى : ( إنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهُ يَدُ اللهِ فَوَقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللهُ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرَاً عَظِيماً) [ سورة الفتح :آية 10].

والمرأة عندما بايعت على القتال فقد قاتلت بالفعل ،فهاهي أم عمارة رضي الله عنها تُقاتل قتال الأبطال في أُحد دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،,ذلك عندما انهزم المسلمون ،ولم يبق مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ العدد القليل الذي يعد على الأصابع ،فصمدت أم عمارة ،وشمَّرت ـوكان معها ضمن صمد ـ زوجها وولداها ،وكانت رسالتها القتالية يومئذ حماية رسول الله حتى افتدته عندما هجم ابن قُميئة يريد طعنه ،فتلقَّت الطعنة في كتفها فداءً للرسول عليه الصلاة والسلام،ولقد دافعت النساء عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم حُنين عندما انهزم عنه الرجال ... ومشاركة النساء في القتال كثيرة لا تخفى على علمائنا وفقهائنا.


المشاركة الثقافية ووسائل الترفيه

تفتقر مجتمعاتنا النسائية إلى وسائل الترفيه والتثقيف،فالرجل في مجتمعنا مستأثر بالأندية الأدبية والرياضية والمكتبات العامة ،رغم وجود لدينا عدد كبير من الأديبات والشاعرات والمثقفات ،ولكن الأندية الأدبية المنتشرة في مختلف مدن المملكة ، تقتصر على الرجال من الأدباء ،وكأنَّ هذا الكم من الأديبات غير معترف به ،فالمسؤولون عن هذه الأندية لم يعترفوا بهؤلاء الأديبات ،ولعلَّ نادي المدينة الأدبي قد خطا قبل عامين خطوة رائدة في تكريم بعض الأديبات،ولكن هذا التكريم لا يكفي ؛إذ لابد أن تكون للأديبة السعودية مشاركة فعالة في أنشطة هذه الأندية ،وتكون عضوة فعَّالة فيها ،وأحبذ أن تنشئ الرئاسة العامة لرعاية الشباب أندية أدبية نسائية مستقلة عن الأندية الأدبية الرجالية ،لأنَّ الأندية النسائية المتفرعة منها ستكون تحت سطوة الرجل وسلطته الذي لم يعترف بالأديبة السعودية ، ولن يسمح لها أن تتفوق على الأندية الرجالية ،وبالتالي سيضع كل العقبات والعراقيل أمام هذه الفروع النسائية .


والمشاركة الثقافية للمرأة لا تقتصر على الأندية الأدبية ،فهناك الصالونات الأدبية ،وحسب علمي توجد الآن ثلاث صالونات أدبية نسائية أحدها في جدة ،وثانيها في الرياض ،وثالثها في المنطقة الشرقية ،والملاحظ هناك تعتيم إعلامي على هذه الصالونات ،وهناك من يتحفظ تجاه هذه الصالونات ،وينظر إليها وكأنَّها مخالفة للأعراف والعادات والتقاليد ،وهناك من المتطرفين من ينظر إليها ،وكأنَّها مخالفة للشريعة الإسلامية ،مع أنَّ الكل يعترف ويقدر الصَّالونات الرجالية التي تحظى بتغطية إعلامية كبيرة!!!

والمكتبات العامة كلها للرجال ،حتى مكتبات الجامعات كمكتبة جامعة الملك سعود التي تخصص بضع ساعات في يوم واحد من أيام الأسبوع للباحثات ،وباقي أيام الأسبوع للباحثين.

أمَّا الأندية الرياضية فهي قاصرة على الرجال ،فممارسة الرياضة البدنية للمرأة من المحرمات على المرأة باسم الدين ،وإقامة هذه الأندية فيها مفسدة كبيرة للمجتمع ،هذا رأي بعض علماء الدين في بلادنا،ولستُ أدري على أي أساس أعتبر أصحاب الفضيلة العلماء أنَّ إقامة أندية رياضية للنساء بدون اختلاط فيها مفسدة؟

الإسلام اعتنى بالتربية الجسمية كما اعتنى بالتربية الروحية والعقلية والوجدانية والاجتماعية ،ومَّما لا شك فيه أنَّ التربية البدنية من أهم وسائل العناية الصحية للبدن والعقل والنفس ،لأنَّها تقود ممارسيها إلى أحضان الطبيعة حيث الشمس والهواء الطلق فيسبحون ويمرحون ويرفهون عن أنفسهم ،وتقوى أبدانهم وتنمو عضلاتهم وتتحسَّن وظائف قلوبهم وأجهزتهم التنفسية ،ومن الأدلة على اهتمام السنة النبوية بالتربية البدنية تأكيدها على أداء بعض التمارين والمهارات والممارسات الرياضية كالمشي وسباق الخيل والرماية والسباحة .

ومن حثِّه صلى الله عليه وسلم على ممارسة رياضة المشي ما رواه جابر بن عبد الله ؛إذ قال : كانت ديارنا نائية عن المسجد ،فأردنا أن نبيع بيوتنا فنتقرب من المسجد فنهانا رسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنَّ لكم بكل خطوة درجة ) [ صحيح مسلم]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تطهَّر في بيته ،ثُمَّ مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه أحدهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة)

وقد مارس رسول الله صلى الله عليه بنفسه رياضة المشي سواء في تنقله لأداء الصلاة ،أو في زياراته أو في هجرته ،أو في غزواته ونحوها هذا مع ملاحظة أن مناسك الحج ،وهو من أركان الإسلام تعتمد على المشي والهرولة ،كالطواف حول البيت ،والسعي بين الصفا والمروة وأداء غيرهما من الشرائع.

ودعت السنة إلى تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل ،ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم :عن عقبة بن عامر يقول : ( سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهو على المنبر يقول : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألاَّ إنَّ القوة الرمي ،ألا إنَّ القوة الرمي ،ألا إنََ القوة الرمي) [ صحيح مسلم]

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية وأن لا يرزقه إلاَّ طيباً) [ المغني /منتخب كنز العمَّال ،رواه الحكيم وأبو الشيخ في الثواب ،والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي رافع]

وفي حديث للسيدة عائشة رضي الله عنها أنّها كانت تسابق الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن لو رجعنا إلى سيرة الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن نجدهن كن يشاركن في القتال ،وهذا يعني أنّهن كن يجدن الرماية وركوب الخيل ،فعلى أي أساس بنى أصحاب الفضيلة العلماء تحريم إقامة أندية رياضية خاصة بالنساء فقط يمارسن فيها الرياضة البدنية التي تقوي أجسامهن ،وتحافظ على لياقتهن البدنية ،والحفاظ على صحتهن ،فمعروف طبياً أنَّ المرأة إن انقطع عنها الطمث يتوقف الجسم عن إفراز مادة "الاستروجين" التي تحافظ على كثافة العظام ،وفقدانها يؤدي إلى هشاشة العظام ،والمشي وممارسة أنواع الرياضة الأخرى يجعل الجسم يفرز هذه المادة،أيضاً ممارسة المرأة للرياضة تحميها من السمنة ومخاطرها على القلب ،كما تحميها الرياضة من أمراض السرطان ،ومن تصلب الشرايين ،وأمراض أخرى كثيرة ، فحماية للمرأة من مرض هشاشة العظام،ومن مخاطر أمراض السمنة ،ومن مرض السرطان ،وغيرها من أمراض لابد لها من ممارسة الرياضة البدنية في الهواء الطلق ،وهذا لا يتوفر لها إلاَّ في المناطق المفتوحة ،وهذا لا يتسنى لها إلاَّ بإنشاء أندية خاصة بها بعيدة عن أنظار الرجال،فرياضة المشي لا تستطيع أن تمارسها في الشوارع فهذا يعرِّضها إلى المعاكسات ،إضافة إلى أنَّ المشي ،وهي ترتدى العباءة وتغطي وجهها يجعل المشي مرهقاً لها. أيضاً تعليم بناتنا لبعض أنواع الرياضة التي تمكنهن من الدفاع أنفسهن إن تعرضن إلى مخاطر الخطف والاغتصاب ،ولعلَّ رياضة الجودو وأمثالها بات من الأهمية تعليمها لبناتنا ،أيضاً السباحة من أنواع الرياضة الهامة التي ينبغي أن يتقنها الشباب من الجنسين ،وتحريم تعلم السباحة على البنات باسم الدين يسيء إلى الإسلام ،وكأنَّ الإسلام يرى أن تموت المرأة غرقاً على أن تتعلم السباحة ،ونص الحديث : ( حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية وأن لا يرزقه إلاَّ طيباً) يوضح أنَّه يشمل الذكور والإناث معاً ،ولو قصرناه على الذكور فقط لقصرنا تعليم الكتابة ،والصرف من مال طيب على الذكور فقط!

والذين يُضعفِّون الحديث : ( علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) ،فالحديث السابق يُقويه ،ويؤيده حديث صحيح مسلم عن الرماية.

والذين يقولون عن أنَّ مسابقة النبي للسيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها لم تسابق إلاَّ زوجها عليه الصلاة والسلام ،وكانت متسترة بثيابها وبعيدة عن أعين الرجال ،وهنا أقول : وممارسة المرأة للرياضة في الأندية الرياضية النسائية ستكون بعيدة عن أعين الرجال لأنَّها أندية خاصة بالنساء ،ومن منَّا يرضى لنفسه أو لأخواته وبناته أن يمارسن الرياضة البدنية أمام الرجال ؟

وهناك من يقول إنَّ إيجاد مثل هذه الأندية يساعد على افتتان النساء ببعضهن البعض ،فإن كان من الطالبات من يفتن بمعلماتهن وهنَّ متسترات ،فكيف بمثيلاتهن ،وهن مرتديات ملابس الرياضة ؟

وأقول هنا لقد درسنا في مدارس ،وأحببنا مدرساتنا حبنا لأمهاتنا وأخواتنا ،ولم تحدث فتنة ولا معصية ،وإن يقصد هؤلاء بالحالات الشَّاذة،وإن كنت لم أر هذه الحالات ،وإن وُجدت فالشذوذ الجنسي ليس قاصراً على النساء ،فهو أيضاً موجود بين الرجال ،فلمَ لم تمنع النوادي الرياضية بالنسبة للرجال ؟

ولمَ نعمم الشذوذ ،ونصف نساءنا وبناتنا به؟ ألهذا الحد بلغ بالبعض الإساءة إليهن؟

وممّا يبدو أنَّ الذين يسألون أصحاب الفضيلة العلماء عن حكم إنشاء الأندية النسائية الرياضية أمثال هؤلاء ممن ينظرون إلى المرأة هذه النظرة الظالمة القاسية ،فيلقون أسئلتهم بصيغة تجعل أصحاب الفضيلة العلماء يُحرِّمونها ،كقولهم : هناك من يطالب بإنشاء أندية رياضية للنساء يمارسن فيها الرياضة أمام الرجال ،وقد ارتدين ملابس تكشف عن مفاتهن ،فما رأي فضيلتكم؟

فيكون جوابهم تحريم إنشاء مثل هذه الأندية .

أمامي في ملحق الرسالة ـ الصادر عن جريدة المدينة في الرابع والعشرين من جمادي الآخرة عام 1424هـ الموافق 22 أغسطس 2003م ـ هذا العنوان : ( المفتي العام للرسالة : " المطالبون بالأندية النسائية في قلوبهم مرض ،والعياذ بالله " ) وجاء تحت هذا العنوان الآتي :

( أكَّد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء أنَّ المطالبة بإنشاء أندية رياضية نسائية ،وغيرها ،هذه أمور ينادي بها من ليس عنده قناعة بأخلاق الإسلام ،ومن في قلبه مرض والعياذ بالله ..لأنَّه يريد إفساد هذه المرأة وإخراجها عن مقتضى فطرتها ،. وقال سماحته رداً على سؤال "الرسالة " لا شك أنَّ أعداء الإسلام وجَّهوا سهامهم وأقلامهم ضد المرأة المسلمة لأنَّهم يعلمون أنَّ المرأة المسلمة مادامت متمسكة بقيمها وأخلاقها وفضائلها فلن يستطيعوا أن يفسدوا الأمة ،وأوضح سماحته إنَّ طريق إفساد الأمة من طريق المرأة ،وتجريدها من قيمها إبعادها عن فضائلها تحللها من أخلاقها السعي في مسخ حيائها ،وخوفها من الله ،لكن المرأة المسلمة إذا تمسَّكت بهذا الدين ،وثبتت على هذا الخُلق القويم ،فإنَّ العدو سيندحر إن شاء الله . وقال المفتي العام أنَّ الدعوة إلى الأندية النسائية ،وغير ذلك كل هذه الأمور ينادي بها من ليس عنده قناعة بأخلاق الإسلام ،ومن في قلبه مرض ،والعياذ بالله يريد إفساد هذه المرأة وإخراجها عن مقتضى فطرتها وإبعادها عن الحجاب الشرعي نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.) انتهى كلام سماحة المفتي.


وهنا أقول إنَّ ما قاله سماحة المفتي لا يتفق مع طبيعة الموضوع ،فالأندية الرياضية النسائية الخاصة بالنساء لا تناقض الفطرة التي فطرت عليها المرأة،وإلاَّ كانت مناقضة لفطرة الرجل لأنَّ ممارسة الرياضة من حقها كإنسانة مثلها مثل الرجل تماماً ،والإسلام لم يُحرِّم عليها ممارستها بل حث على ممارستها لها ،وقد بيَّنتُ ذلك ،فليس في هذه الأندية ما يؤدي إلى إفساد المرأة ،بل يشغل فراغها بما يعود عليها بالفائدة ،فهي تحميها من الفساد الناجم عن الفراغ الذي تعاني منه فتياتنا ونسائنا فيلجأن إلى مشاهدة الفضائيات ،وما فيها من إفساد حقيقي لهن ،أو يلجأن إلى الإنترنت ،وما فيها من مواقع إباحية ،أو يشغلن أوقات فراغهن ب"الشات " أي إجراء مناقشات مع شباب عبر الإنترنت ،وقد تنتهي هذه الحوارات إلى لقاءات ،ثمَّ إلى مالا يحمد عقباه ،وهذا ما قالته بعض فتياتنا في مؤتمر " شبابنا إلى أين ؟ الذي نظمته كلية دار الحكمة بجدة في العام المنصرم ،عندما فتح حوار مع الشابات عن "الشات" .

وفي استفتاء عمله الداعية عمرو خالد عن أسباب " الصحوبية " مصاحبة الفتيات للشبان "كانت النتيجة 33% بسبب الفراغ والتسلية ،وهذا الاستفتاء كان على مستوى العالم العربي المتوفر فيه وسائل شتى لشغل أوقات الفراغ ،فما هي نسبة فتياتنا في المملكة اللواتي يعانين من الفراغ ،لعدم توفر جميع وسائل الترفيه البريء لهن في مجتمعنا الذي يُحرَّم فيه كل شيء للمرأة ـ للأسف الشديد ـ؟

إضافة لما لممارسة الرياضة البدنية من أهمية في الحفاظ على صحتنا ،ولياقتنا البدنية ،ورشاقة أجسامنا ,وحمايتنا من كثير من الأمراض،وتعلم فتياتنا أنواع من الرياضة تمكنهن من حماية أنفسهن ،وأعتقد أنَّه لو وجِّه لفضيلته السؤال عن الأندية الرياضية بهذه الصيغة لجاء جوابه خلافاً لذاك الجواب.

وكما يبدو من كلام سماحة المفتي عن الأندية الرياضية النسائية جاء بناءً على صيغة سؤال توحي بترتب مفاسد كبيرة من إنشاء هذه الأندية،فعلى قدر السؤال وصيغته تكون الفتوى ،ويا ليت ملحق الرسالة نشر صيغة سؤال مراسلها لسماحة الشيخ !


أندية الفتيات بالشارقة:

هذه الأندية أنشأتها سيدة فضلى متمسكة بدينها وحجابها وبقيم الإسلام وأخلاقياته هي الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حرم أمير الشارقة ،وهذه الأندية خاصة بالنساء لا يدخلها رجل قط ،وقد زرتها ورأيتُ هذا بنفسي ،بها مكتبة كبيرة ،وقاعات محاضرات تقام فيها الندوات والمحاضرات الدينية والثقافية المتنوعة ،وتنظم هذه الأندية مسابقات في حفظ القرآن الكريم،وتوزع جوائز على المتفوقات ،وتتبنى المواهب الأدبية وترعاها ،كما تخصص جوائز سنوية للمبدعات العربيات في مجال القصة والرواية والشعر والنقد ،والكتابة للأطفال،ويصدر عن هذه الأندية الأعمال الفائزة ،إضافة إلى وجود أنشطة رياضية متنوعة يتعلمن فيها الفتيات مختلف أنواع الرياضة التي تناسبهن منها الرياضات التي تمكنهن من الدفاع عن أنفسهن لو تعرَّضن إلى أي خطر،مع وجود فرق رياضية نسائية في كرة السلة ،وغيرها. وهذا النادي لم يفسد النساء والفتيات ،بل هو وسيلة للإصلاح والتثقيف والتسلية ،ويعد معلماً حضارياً وثقافياً له تأثير إيجابي على المجتمع ليس في الشارقة فقط ،ولا في الإمارات المتحدة ، ولا في منطقة الخليج،وإنَّما في العالم الإسلامي ،فهو النموذج الذي ينبغي أن تكون عليه الأندية النسائية في مجتمعاتنا الإسلامية ،وكم أتمنى أن توجد مثل هذه الأندية في مجتمعنا السعودي ،والمجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية.


قيادة المرأة للسيارة:

موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة موضوع في غاية الحرج،وأثار جدلاً طويلاً،وعند مناقشته يجب مناقشته من جميع الجوانب ،وأن نكون موضوعيين ومنطقيين في طرحه ،فطبيعة مجتمعنا السائد فيه تغطية وجه المرأة يعرض المرأة لمخاطر كثيرة بقيادتها للسيارة ،لأنَّ قيادة السيارة تتطلب منها كشف الوجه ،فإن انتقبت كيف يمكن التعرف عليها إن ارتكبت حادثاً؟والمرأة التي تكشف وجهها في مجتمع يسود فيه تغطية الوجه يجعل البعض من ذوي النفوس المريضة يظن أنَّها إنسانة سهلة ،فقد يعترضها مجموعة من هؤلاء ،وهي تقود سيارتها ،وقد تتعرض إلى خطر الاغتصاب ،وكذلك لو توقفت سيارتها منها في الطريق بسبب حدوث عطل بها ،ولكن في نفس الوقت لو نظرنا إلى القضية من الجانب الآخر ،وهو الاعتماد على سائق أجنبي في توصيل المرأة نجد الأمر لا يخلو من كثير من المخاطر ،فقد سمعتُ أنَّ أحد السائقين قد اغتصب بنات الأسرة بأكملها التي كان يعمل عندها ،ولو فتحنا ملفات السائقين نجدها تحوي على أشياء جد خطيرة قد تتضاعف أضعافاً كثيرة عن مخاطر قيادة المرأة للسيارة ،هناك قضية يجب وضعها في الاعتبار ،وهي وجود أسر لا يوجد لديها معيل من الرجال ،أي أسرة كلها من النساء ،ووجود سائق أجنبي في أسرة كلها نساء يطمعه فيهن ،إضافة إلى استضعافه لهنّ ،فإن حدثت حوادث اغتصاب مع وجود الأزواج والآباء والإخوة والأبناء ،فكيف إذا كانت الأسرة تفتقر إلى وجود الزوج والأب أو الأخ والابن؟ولو قلنا عليها الاستغناء عن السائق ،فكيف تستطيع تلبية احتياجاتها ،وكيف يمكن إيصال البنات إلى مدارسهن وكلياتهن أو أعمالهن ؟والذهاب إلى المستشفيات لعلاجهن ؟ وقد تكون إحداهنَّ مريضة بالقلب ،وجاءتها نوبة قلبية في آخر الليل ،هل يأخذن سيارة أجرة من الشارع ؟ وهذا يعرضهن إلى الخطر مع وضع في الاعتبار أنَّه لا توجد في بلادنا وسائل مواصلات عامة مؤمنة للنساء .،فالخطر بوجود السائق وعدم وجوده أكثر من خطر قيادة المرأة للسيارة بنفسها ،فالأمر يحتاج إلى دراسة من كل الجوانب ،ووضع ضوابط فيما لو أقر للمرأة قيادة السيارة ،فالذين يعارضون قيادة المرأة للسيارة عليهم وضع كل هذه الاعتبارات في حسبانهم ،وأن يضعوا أنفسهم في مكان المرأة التي لا يوجد لديها معيل ،وتعيش بمفردها أو تعيل أسرتها ،ولديها أم مريضة وأطفال صغار.ولا أرى حرمة شرعية لقيادة المرأة للسيارة إن التزمت بآداب الإسلام ،فقيادة السيارة شأنه شأن ركوب الخيل ،أو أية دابة ،فهل الإسلام يحرِّم على المرأة ركوب الدواب ؟ لقد كان من الصحابيات الجليلات من يجيد ركوب الخيل ،وكن يخرجن للقتال،والخيل كان أحد وسائل المواصلات.وقد رأيتُ المرأة في الشارقة ،تقود السيارة وهي ملتزمة بحجابها،ولم يجرؤ أحد على التعرض لها ،كما أنَّ المرأة السعودية في البادية وفي القرى تقود السيارة " الونيت"وأعتقد أنَّ الناس إذا تعودوا على قيادة المرأة للسيارة ،فلن يتعرض لها أحد بسوء. وكم أتمنى أن يناقش مجلس الشورى هذه القضية ،وأن تشارك المرأة السعودية في نقاشها لأنَّها ستطرح الكثير من القضايا التي قد تغيب عن الرجل ،فهذا الموضوع يمثل جزءً كبيراً من معاناتها ،وإن فتح ملف السائقين الأجانب ستتكشف لنا حقائق غابة عن الكثيرين ،وكما رأينا في طرحها على مجلس الشورى أسباب تفشي العزوبة والعنوسة في المجتمع السعودي،فقد كشفت النقاب عن أمور غابت عن الرجل في نقاشه للظاهرتيْن ،فالرجل يناقش القضايا من منظوره هو ،وتغيب عنه الأمور المتعلقة بالطرف الآخر أعني "المرأة". قد يهاجمني البعض على رأيي هذا ،ولكن لا بد لنا من مواجهة مشاكلنا بأكثر موضوعية،وهذا يتطلب منا جرأة وشجاعة في الطرح والعلاج ،وإن كنتُ أرى أنَّ الحل الأمثل لهذه القضية هو تأمين مواصلات عامة مؤمنة للنساء بأسعار في متناول الجميع ،تشمل المدن بأكملها،بحيث تستطيع المرأة أن تقضي كافة احتياجاتها بأمان.

وبعد هذه المصارحة والمكاشفة التي أوضحت لنا مواطن الخلل في مجتمعنا الناجمة عن تصرفاتنا ونظرتنا إلى المرأة التي إلى هذا القصور الذي لن يصلح مجتمعنا إلاَّ بزواله،ويكون هذا باتخاذ قرارات جريئة من القيادة السياسية تنبذ جميع الأعراف والتقاليد التي تتعارض مع تعاليم الإسلام ،كذاك القرار الجريء الذي اتخذه الفيصل رحمه الله بشأن تعليم البنات ،وثباته على هذا القرار رغم الاعتراض عليه ،وقال قولته المشهورة : "ستظل المدارس مفتوحة حتى لو جاءتها طالبة واحدة"

فالإصلاح يحتاج إلى جرأة في اتخاذ القرار ،ولن يكون الإصلاح ـ في رأيي ـ إلاَّ بالآتي:

1- إعطاء المرأة حقها في الإرث ،ومنع الذين يحرمونها من هذا الحق ،باتخاذ قرارات تحفظ لها كامل حقوقها في الميراث.

2- إعطاء المرأة كل الحقوق التي تؤهلها لممارسة حقها في الأهلية الحقوقية المالية بدون وكيل أو نائب أو ووسيط.

3- إعطاء المرأة البالغة الرشيد حق إصدار أو تجديد بطاقتها الشخصية وجواز سفرها بدون إذن أحد.

4- إعطاء الأرملة التي توفى عنها زوجها ،وقاربت على سن الأربعين ،والفتاة التي لا زوج لها ولا أب ،وتعيل نفسها ،وقد قاربت سن الأربعين السفر خارج المملكة بدون إذن أحد.

5- إعطاء المرأة التي لا زوج لها ولا ولد ،وغير موظفة حق الاقتراض من الدولة ،فهذه الفئة محرومة من حق الاقتراض من صندوق التنمية العقاري ،مع أنَّها تستحق من الدولة منحها سكناً خاصاً بها ،إن لا يوجد لديها ما يضمن للصندوق تسديد القرض.

6- على الدولة أن تؤمن السكن والمعيشة لمن لا زوج لها ولا ولد ،ولا دخل تعيش منه.

7- فتح فرص عمل للنساء اللواتي لم يتلقين تعليماً أو كان تعليمهن بسيطاً، ،بإنشاء مصانع للنساء يعملن بها بعد تدريبهن على طبيعة العمل ،وكذلك إنشاء معاهد مهنية وحرفية ،يستطعن بعد التخرج منها ممارسة بعض الأعمال كأعمال السباكة والكهرباء ،وصيانة بعض الأجهزة ،ليقمن بأعمال الصيانة في مدارس ومعاهد وكليات البنات والجمعيات الخيرية النسائية ،وغيرها من المرافق النسائية. فهناك من نسائنا ـ وهن كثر ـ في حاجة إلى العمل لإعالة أسرهن ،وإعالة أنفسهن ،فللأسف هناك ممن هم مسؤولون شرعاً عن إعالتهن لا يقومون بواجب الإعالة ،فالفتاة التي لم تنل حظاً من التعليم ،وتوفي والدها الفقير الذي لا يملك شيئاً ،وهذه الفتاة لا أخ لها ،وقد يكون لها اخوة ولكن تخلوا عن إعالتها فماذا تفعل إن لم نوفر لها فرص عمل شريفة كريمة تحافظ عليها ؟

8- إعطاء المرأة حق عضوية مجلس الشورى في مختلف اللجان ،وعدم قصر عضويتها على اللجنة الاجتماعية ،كما إعطاؤها حق البيعة والانتخاب ،وحق الولاية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كما جاء نصه في القرآن الكريم.

9- العمل على توفير وسائل التثقيف والتسلية والترفيه البريء للنساء بإنشاء لهن مكتبات عامة وأندية ثقافية ورياضية خاصة بهن .

10- إنشاء نقابات مهنية للسيدات ومثلها للرجال ،ويكون النقيبة والنقيب بالانتخاب، وتكون النقابة هي المرجعية التي تحفظ حقوق المنتمين إليها .

11- أن تتساوى المرأة بالرجل في الترقيات الوظيفية ،وأن تتمتع المرأة بذات الصلاحيات التي يتمتع نظيرها الرجل في ذات الوظيفة والمرتبة.

12- إعطاء الأكاديميات والمثقفات حق المشاركة في المؤتمرات الدولية التي تقام خارج المملكة .

13- أن تتوفر في معامل مدارس وكليات البنات ذات الأجهزة والإمكانات التي تتوفر في معامل مدارس وكليات البنين.

14- توفير وسائل مواصلات مؤمنة للنساء بأسعار في متناول الجميع تربط الأحياء السكنية بعضها ببعض ،وبجميع المرافق من مستشفيات ومستوصفات ومدارس ومعاهد وكليات وبنوك،وأسواق ومكتبات ،وأندية نسائية ،وجمعيات خيرية نسائية ،وغير ذلك من المرافق بحيث تمكن المرأة من قضاء كل احتياجاتها بنفسها بأمان.

15- إعادة النظر في تعيين المرأة في قرى نائية ،ووضع كل السبل التي توفر لها الأمن والسلامة ،مع العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه القرى.

16- عدم الغلو والإسراف في تطبيق سد الذرائع على النساء الذي يترتب عليه حرمان النساء من كثير من حقوقهن التي منحهنَّ الإسلام.

17- إعطاء المرأة المؤهلة حق الفتوى،وحق العضوية في المجمع الفقهي بمكة المكرمة،وتكون مشاركتها في المجمع عبر الدائرة التلفازية المغلقة ،كما إعطاؤها حق النظر في القضايا التي تخص المرأة والأسرة مادام من القضاة من يرفضون التحدث إلى النساء أو لا يعيروهن اهتمامهم أثناء عرض دعواهن عليهم.

18- إنشاء رابطة للمثقفات السعوديات ،تحقق التواصل بينهن ،ويُفعَّل دورهن في النهوض بالمجتمع من خلال هذه الرابطة.

هذا ما أراه بشأن إصلاح وضع المرأة في المجتمع على وجه الخصوص ،لأنّه بصلاح شأنها يصلح المجتمع ،وإنَّني أرى أنَّ صلاح المرأة في المجتمع مرهون بنظرته للمرأة ،فإنْ نُظر إلى المرأة النظرة القائمة على أنّها ناقصة الأهلية ،وتُعامل معاملة القاصر على الدوام ،وأنَّها محط كل فتنة وكل شهوة ،ومنبع كل فساد ،وأنَّه ينبغي حبسها داخل بيتها ،وتُحرم من حق المشاركة في الحياة العامة ،ولا ولاية لها ،كما ينظر لها المتنطعون في مجتمعنا ،واستمرار هذه النظرة ،وتمكن هؤلاء المتنطعون من الحيلولة دون حصول المرأة السعودية على كامل حقوقها في الإسلام ،سيكون هلاكنا ؛إذ حذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا التنطع بقوله ثلاثاً: ( هلك المتنطعون)،لأنَّ هؤلاء بتنطعهم سيفسحون المجال لأعدائنا للنفوذ إلينا من خلال المرأة ،واتخاذها ذريعة للتدخل في شؤوننا وربما في احتلالنا لا قدر الله بدعوى "تحرير المرأة"،يجب أن يدرك هؤلاء أنَّ هناك ضغوطاً دولية علينا ،وأنَّه لا وقت لدينا لنجادل ونناقش حتى يقنع هؤلاء المتنطعون بما للمرأة من حقوق في الإسلام ،وأنَّهم بتنطعهم هذا يعترضون على الله فيما أعطاه من حقوق ،فعليهم أن ينظروا إلى المرأة نظرة الإسلام لها ،لا تلك النظرة المقللة من قيمتها وقدرها ،والمشككة في قواها العقلية ،وقدرتها على الحفاظ على نفسها وعرضها وشرفها ،ومنعها من حقها في المشاركة في الحياة العامة .




[1] محمَّد فهمي عبد الوهاب: الحركات النسائية في الشرق ،وصلتها بالاستعمار والصهيونية العالمية ،ص7،دار الاعتصام،القاهرة.


[2] انظر : صحيح البخاري ،طبقات ابن سعد ،والإصابة لابن حجر ،وسيرة ابن هشام ، وتهذيب التهذيب لابن حجر ،والاستعياب لابن عبد البر ،وفتوح البلدان للبلاذري ،وأسد الغابة لابن الأثير ،وسير النبلاء للذهبي ]


[3] انظر : ابن حجر :الإصابة في تمييز الصحابة ،الجزء الثامن ،كتاب النساء ،رقم 12171 ]


[4] انظر : أعلام النساء لعمر رضا كحالة الجزء الثاني ،ص 202.


[5] [ المرجع السابق ،ج5 ، ص 126]


[6] د. محمد عمارة : التحرير الإسلامي للمرأة ،ص 45.،ط1 ،1421هـ ـ 2002م ،دار الشروق ـ مصر.


[7] المرجع السابق : ص 46.


[8] د. محمد عمارة : مر جع سابق ،ص 88،89.


[9] المرجع السابق : ص 89.


[10] المرجع السابق :ص 90، 91.


[11] المرجع السابق : ص 92.


[12] المرجع السابق : ص 81.


[13] المرجع السابق ،نقلاً عن الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ،ص 244، 236.


[14] د. محمد عمارة : مرجع سابق ،ص 116.


[15] أذيعت يوم السبت 2/11/1423هـ الموافق 4/1/2003م.


[16] د. محمد عمارة : مرجع سابق ،ص 105.


[17] د. محمد عمارة : مرجع سابق ،ص 35.

من أبحاث مؤتمر الحوار الوطني السعودي