Aug 29, 2008

على شاشتنا ديكٌ




على شاشتنا ديكٌ سادي سفاح يعشق الاستئثار بالسلطة داخل وخارج القن الخاص به يمشي بين الدجاجات مزهواٌ بطول ذيله (سرواله) الذي يبلغ طوله عشرات الأمتار ليل نهار يصيح في وجه دجاجاته "أنا من الجنس المختار وأحمل في يدي صك الغفران وعليكن الطاعة لا العصيان" هذا الديك السادي الرجعي الأفكار يطل علينا في شاشتنا الصغيرة يقتحم علينا منازلنا بموافقتنا, يستغل سذاجتنا فيفرض علينا سياسته الحمقاء بمباركة أناس فهموا الدين بالمقلوب حرفوا الآيات وفسروا الدين على أهوائهم حتى يتمكنوا من إشباع غرائزهم تحت مظلة الدين وتمجيدهم لهذا الديك ما هو إلا لأن سياسته تتماشى مع تعاليم شريعتهم الغراء ولو كان هذا الديك تركي الأصل وأسمه يحيى لأقاموا الدنيا عليه وعلى من يتابعه وعندها سيقلبوا الحارة إلى جهنم ليصبح بابها باب جهنم لا باب حارة.


مهلاً أنا لا أدافع عن المسلسل التركي سنوات الضياع ولن أهاجمه لأنني ببساطة لم أشاهده لكني شاهدت الديك ودجاجاته أقصد ما يسمى ب باب الحارة. وقبل أن تستعرضوا لي القيم الرائعة التي يدعوا إليها أقول لكم المشاهد العربي ساذج لا يفكر وقد تعود على أن يستقبل ويتبنى الأفكار التي تأتيه من السيد تلفزيون ومن ثم يبدأ بتطبيقها اليس هذا السبب الرئيسي لخوفكم عليه من الضياع في سنوات الضياع؟؟


إذن يحق لي أنا الأخرى أن أخشى على هذا المشاهد من أن يقوم بتقليد السيد ديك في تصرفاته وهذا ما دفعني اليوم لأن أعتلي منبر مدونتي وأتحدث عنه.


هذا المسلسل يقوم على ما يلي:


- استئثار الرجال بالقضايا السياسية كقضية تحرير البلد من المحتل وإبعاد المرأة عن مناقشة هذه القضايا وذلك بشغلها بتوافه الأمور كالطبخ والنفخ والثرثرة ودخولهن مع بعض في معارك تكاد لا تنتهي وقد يتسبب ذلك في إعطاء المشاهد صورة خاطئة عن المرأة بجعلها تبدو غير مهتمة بقضية تحرير الأرض من المحتل وهذا يتناقض مع القصص التي تُحكي عن نساء جهزن أنفسهن وأبنائهن وأزواجهن ل الدفاع عن الأرض وتغييبهن عن هذه القضية في هذا المسلسل بالتحديد يعد خطأ عظيم في حق من ساعد في تحرير الأرض ويكفي ما فعله المؤرخين بهن حينما تعمدوا إسقاط أسمائهن من التاريخ.


- المرأة في هذا المسلسل إما أن تكون ملاك مطيعة لزوجها بشكل عمياني أو شيطانة شريرة كشخصية فوزية التي تتحكم وتسيطر على زوجها. أعلم أن المسلسل يعكس طريقة تفكير المجتمع السوري في تلك الفترة الزمنية وينبغي على كاتب قصة المسلسل أن ينقل الصورة كما هي لكن كما ذكرت سابقاً قد يعجب المشاهد بهذه الصور ومن ثم يؤمن بها وهذا في حد ذاته كارثة عظيمة.


- تعزيز فكرة أن المرأة مخلوق أدنى مقارنة بالمخلوق المقدس (الرجل) فهي "حريمه" في نظره وكما تعلمون لازلنا في وقتنا الحالي نعاني من هكذا نظرة دونية ل المرأة أي أننا رعاكم الله لسنا في حاجة إلى المزيد يكفينا ما لدينا من مصائب.


- الاحتفال الكبير بقدوم مولود ذكر إلى العائلة ومشاركة أهل الحارة لفرح أبا حاتم بقدوم الحاتم المنتظر (ربي أرحمنا برحمتك)


- جعل مسألة الزواج بالنسبة ل البنت لغرض سترها وكأنها عار أو عيب ينبغي الخلاص منه.


أخيراً صحيح أن هذا النوع من المسلسلات يصور حياة أهل الشام في فترة الانتداب الفرنسي لكن كما ذكرت سابقاً المشاهد العربي لن يفهم ذلك أو بالأحرى سيتجاهل تلك الفترة الزمنية وسيركز على ما يحويه المسلسل من أفكار وسيؤدي ذلك إلى تسويق وتعزيز وتقوية الأفكار الرجعية المتخلفة التي تطالب بإقصاء المرأة وحصر وظيفتها في البيت وتفريخ الصيصان البشرية ومن ثم عزلها عن ممارسة دورها السياسي والاجتماعي فلا حاجة ل المجتمع لها لأنها "حريمه" ناقصة عقل و دين.


.............................


لمزيد من الضياع يرجى الضغط على هذه التحويلة

blog comments powered by Disqus