Jul 25, 2008

أول الغيث قطرة...







أقسمت على أن لا ألوث مدونتي بالحديث عنهم وعن حماقاتهم أتبعت قواعد العزلة فلا حديث إلا مع كتبي وأصدقائي من القراء. ألبست مدونتي ثوب الأدب رغم أني في أرضٍ يعاني سكانها من قلة الأدب , فلا شيء يعادل المتعة الفكرية ورفقة كُتاب كبار ك Eliot و عمي Emerson و والدي Mathew Arnold و مطري و نزاري وغادتي وصباحي. أكملت المسير في طريقي هذا وكنت في رحلة ضوء مع عبد الرحمن منيف حتى استوقفتني شعاراتهم , هذه تشتم دعاة حقوق المرأة وتلك تفصل وتختار ما تشاء من حقوقنا فالبعض من هذه الحقوق حق ينبغي أن نطالب به والبعض الآخر منها باطل وفجور لا يطالب به إلا كل علماني يود نشر أفكاره الهدامة إلى المجتمع.


ذهلت من بعض ما قالوه...باطل وفجور!!! وعلماني!!! يالله كم من الكلمات يلقون بها ولا يلتفتون لما تحمله من معاني أم..تراهم يستسهلون قذف أي شخص يختلف معهم بهذه الكلمات. ها قد بدئت كلماتهم تخترقني وتحول بيني وبين كتابي. نظرت بحزن إلى كتابي العزيز. احتضنته وقلت له بنبرة امتزجت بشيء من الحنان والألم "عذراً صغيري أغفر لي ما سأقدم عليه. أعلم أنك تود مني أن أكمل رحلتنا رحلة ( الضوء ) لكني لا أستطيع أن أصمت تجاه ما يقوم به هؤلاء الحمقى فأصواتهم وشعاراتهم أصبحت تعكر علي أجواء رحلتنا السعيدة. وسأعود إليك بعد ردي على هؤلاء."


و الآن بعد أن تركت كتابي مكرهه أصبحت متفرغة لكم ولشعاراتكم فاستعدوا ل أول الغيث. وإياكم أن تعتقدوا أن هذه الفتاة قد تكبدت كل هذا العناء لتغير من معتقداتكم أنا لا أنوي يا سادة تغيير أفكاركم ولن أصادر لكم أرائكم كما تفعلون أنتم معنا لكني لا أسمح لكم بالتجني على حركة تحرير المرأة ووصف من يعارضكم الرأي بأشنع الصفات وأول القطرات التي أسقطها اليوم على رؤوسكم هي رد على هذه التجنيات والهجمات.





الحقيقة التي قد تجهلونها أو تتجاهلونها هي أنه رغم أن حركة تحرير المرأة في هذا البلد تقوم على مجهودات فردية غير منظمة و رغم الاختلافات بين روادها إلا أن معظم دعواتهم ومجهوداتهم ترتكز على خمسة نقاط رئيسية وهي:


1-المطالبة بكل الحقوق التي شرعها الله لنا وأغتصبها البشر وقد ذكرت هذه الحقوق في تدوينه سابقه لي في مدونتي القديمة.


2-الخروج من عباءة الرجل التي وضعها المجتمع ل المرأة أي أن تبدأ المرأة استقلالها الفكري والاقتصادي.


3-استقلال المرأة لا يشكل تهديد ل الرجل الإنسان الذي يعتبر المرأة إنسان مثله وإنما يهدد سلطة الذكر الرجعي الذي يعتبرها أمته أي أن حركة تحرير المرأة ليست ضد الرجل الإنسان وإنما ضد ذلك الذكر.


4-الاهتمام بقضايا المرأة والمطالبة بحقوقها لا يقل أهمية عن الاهتمام بقضايانا الأخرى كما أنه لا ينفصل عن بقية قضايانا وهمومنا كقضية تحرير الأرض والفكر.


5-الدعوة إلى التجديد والإبداع لا التبعية ل الغرب ولا تمسيح بلاط السلطان.


وحتى بعد عرضي لهذه النقاط سيستمر أصحاب الشعارات في شعاراتهم التكفيرية فنحن في نظرهم كفار ينبغي عليهم التخلص منا وأعود وأكرر ما ذكرت سابقاً أنني لا أطالبهم بتغيير أفكارهم وحديثي الدائم هنا حول المرأة ليس إلا عبارة عن تعبير عن أرائي ومعتقداتي التي أؤمن بها و بما أنني قد تركت كتابي وتفرغت لهم أود أن أختم تدوينتي بهذا الإعلان الذي سيصعق الكثير منهم فابنة بلدهم تأتيهم بأفكار غريبة عنهم و ربما يتم التشكيك في جنسيتي كما حدث لي من قبل, لم أعد أهتم كثيراً لذلك عليهم أن يجربوا معي أشياء جديدة لكن قبل ذلك عليهم تحمل هذا الخبر ألم أقل من قبل أنه على من أخرجني من عزلتي أن يتحمل النتائج المترتبة على ذلك.


صوت أنثى هذه الفتاة المجنونة - كما تدعوني إحدى قريباتي- قد ضاقت ذرعاً بكم وبشعاراتكم لذا قد قررت أن تتصدى لكم وتعتلي منبر مدونتها لتكون نوال سعداوي أخرى (على طريقتها الخاصة). وسأعمل على نشر مقالات لهذه الكاتبة في مدونتي وسأرسلها عبر الإيميل لمن رفض بحثي بالأمس بحجة أن اضطهاد المرأة موضوع غير مهم, وخلاصة القول أنني سأعلن الحرب على منهم في عالم الواقع ومنهم في عالم الإنترنت ولن ألزم الصمت بعد الآن.


blog comments powered by Disqus