Jul 11, 2008

شيكاغو


الرواية التي في يدي الآن هي شيكاغو أو شيكاجو كما هي مكتوبة على غلاف الكتاب لعلاء الأسواني. تدور القصة حول مجموعة من الطلبة المصريين الذين أبتعثوا لإكمال دراساتهم العليا في مجال الطب وتحديداً في تخصص الهيستولوجي (علم الأنسجة) في إحدى جامعات شيكاجو. تبدأ الرواية بإعطاء القارئ لمحة تاريخية عن هذه المدينة التي كان يسكنها الهنود الحمر لكنهم تعرضوا لإبادة من المستعمرين الأوروبيين الذين استعمروها عام 1673 م " المستعمرون البيض, الذين قتلوا ملايين الهنود واستولوا على أراضيهم ونهبوا ثروتهم من الذهب... كانوا-في نفس الوقت- مسيحيين متدينن للغاية.......ذهب كثير من المستعمرين البيض إلى أن "الهنود الحمر, بالرغم من كونهم مخلوقات الله على نحو ما, فإنهم لم يخلقوا بروح المسيح, وإنما خلقوا بروح أخرى ناقصة شريرة"..وأكد آخرون بثقة.." هذه المقدمة لم يضعها الراوي عبثاً إنما هي عبارة عن مقدمة لبداية نقده ل المستعمر الأبيض ولأمريكا ولنظامها الرأسمالي. كذلك تتناول الرواية المشاكل التي قد يقع فيها الطلاب المغتربين وقد تمكن علاء من جعلي أعيش هذه الأجواء ربما لأنني أحلم كثيراً بالإبتعاث.


ومن القضايا الأخرى التي ناقشها علاء في روايته قضية فساد الأنظمة السياسية كالنظام الأمريكي الذي تورط في حرب فيتنام التي راح ضحيتها ملايين البشر وكالنظام المصري الحاكم الذي يواصل اضطهاده ل الشعب كذلك تناول علاء ل المشاكل القائمة بين المصريين أنفسهم كالقضايا الشائكة بين الأقباط والمسلمين المصريين كذلك عرض علاء مشكلة التخوف من الآخر العربي المسلم خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومشاكل التمييز والعنصرية بين الأمريكيين وغيرهم وبين الأمريكيين أنفسهم.



الرواية من وجهة نظري الشخصية رائعة جداً سواء من ناحية القصة أو من ناحية بناء الشخصيات أو حتى من ناحية غناها بالقضايا العديدة التي تطرقت لها لكن يظل هنالك شيء وحيد نغص علي الاستمتاع بالرواية و هو وضوح أراء الكاتب علاء رغم أنه حاول أخفاء ذلك بجعله شخصياته تصرح بها إلا أنه كان من الواضح أنها أرائه وأعتقد أن هذه المشكلة ليست مشكلة علاء وحده بل مشكلة معظم الروائيين العرب.


هنالك خط تلتقي فيه هذه الرواية مع رواية فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد وهو يتعلق بتقنية فنية أستخدمها الكاتبان في طريقة أنهاء فصول الرواية ولازلت أجهل أسم هذه التقنية وبالتاكيد لن أرتاح حتى أعرف أسمها , عموماً هذه التقنية تعتمد على أن تحتوي الرواية على أكثر من قصة بحيث يدور كل فصل حول قصة محددة ومن ثم ينتهي نهاية مشوقة جداً دون أن تنتهي القصة في هذا الفصل ولا يعرض الفصل التالي من الرواية هذه القصة بل يتناول قصة أخرى لشخصيات أخرى وينتهي على نفس طريقة إنتهاء الفصل الذي سبقه ومن ثم ينتقل القارئ إلى الفصل الثالث من الرواية ليكمل الجزء المتبقي من القصة التي عرضت في الفصل الأول من الرواية وهكذا حتى تلتقي جميع خطوط الرواية مع بعضها ومن ثم يسدل الستار كما حدث في فخاخ الرائحة أو أن ينتهي كل خط على حدة كما حدث في شيكاجو.

blog comments powered by Disqus