Jan 21, 2010

تسأولات حول الجرائم الجنسية..وقضائنا

في كل مرة نتحدث فيها عن مظاهر تقدم وتطور الحضارة الغربية سواء في المجال العلمي أو التقني أو الإقتصادي أو في مجال حقوق الإنسان نجد أن هنالك من يلجأ إلى الحديث عن الإنحلال الأخلاقي هناك وقد يكون ذلك عبارة عن حيلة دفاعية يلجأ إليها الشخص للتعويض عن شعوره بالنقص لعدم تفوق الشرق "النحن" أمام الغرب "الآخر".
وأنا هنا لا أتعمد تقديس الغرب ولا الإنتقاص من الشرق وإنما أشرح ذلك من وجهة نظر نفسية. والطريف أن هذا التركيز على الإنحلال الأخلاقي لا يكون مكثف جداً إلا حينما نناقش قضايا المرأة و الإختلاط وأضراره ,
وبالرغم من أننا مجتمع محافظ جداً لا يسمح بأي مظهر من مظاهر الإختلاط إلا أنه في الأونة الأخيرة أصبحنا نعاني من خلل أخلاقي وأعني بذلك الجرائم الجنسية التي تنشرها الصحف المحلية والإلكترونية بشكل شبه يومي, والذي ساعد في إنتشار هذه الجرائم بكثرة هو الخلل القضائي.
فحتى الآن لم يتم تقنين القضاء وسن عقوبات صارمة لمرتكبي هذه الجرائم بل حتى إنه لا يوجد لدينا تصنيف ودرجات لهذه الجرائم!
فالقضية تعرض على القاضي والقاضي هو من يقرر مدة العقوبة دون مراعاة لمقدار الضرر النفسي والإجتماعي على الضحية بل حتى عمر الضحية غير مهم وخير دليل على ذلك هو قصر مدة العقوبة في القضايا التي قرئنا عنها في الصحف.
- إحدى الصحف نشرت قبل عدة أيام خبر الحكم بالسجن لمدة عامين على جاني أعتدى جنسياً على طفل في الثامنة من عمره والمصيبة أن الطب أثبت ذلك, أي أن التهمة ثبتت على الجاني لكن القضاء حكم فقط بعامين!!
وﻻ أعرف هل يعتبر الإعتداء على طفل قاصر أمر بسيط جداً بحيث أن مرتكبه لا يستحق سوى سنتين؟ وهل سيتعافى ذلك الطفل من أثر تلك الحادثة عليه؟ وإن كانت عقوبة الإعتداء جنسياً على قاصر غير صارمة فبالتأكيد أن عقوبة الإعتداء على شخص بالغ أهون وبالتالي مدتها قد تكون أقل , والآ يعتبر تخفيف العقوبة عامل مساعد لتكرار الجاني لجريمته؟
- قضية أخرى عرضت قبل حوالي عام على قناة الإخبارية عن قصة فتاة تبلغ 15 عام أغتصبت وهي تحت تأثير المخدر من قبل شخص ركبت معه برفقة سيدة أقنعتها بحسن نواياه وأنه ينوي التقدم لها وأنتهت قصتها في دار الرعاية.
طبعاً القضية عرضت لآخذ العظة والعبرة فقط ولم يتم التطرق لها من ناحية قانونية لا أعرف لما؟ هل لأنها صدقت تلك السيدة وقابلت الجاني وبالتالي أصبحت أشد جرماً منه؟ ولما زج بها في دار الرعاية؟ ألم تغتصب؟ لما لم يتم علاجها نفسياً؟ لما لم يتم التحدث مع عائلتها وإقناعهم بعدم التخلي عنها؟ بل لما لم يتم في ذلك البرنامج توعية الأهل بعدم التخلي عن بناتهن في مثل هذه الظروف؟ لما ركز فقط على أخذ الفتيات العظة والعبرة من قصتها وتجاهل من يقعن ضحايا الإغتصاب.
وماذا لو تعرضت فتاة لإغتصاب جماعي من قبل من واعدته هل سينصفها القضاء, بل ماذا لو لم تواعد أحد ماذا لو أختطفت من قبل سائق وقام بإغتصابها كالحادثة التي نشرت اليوم , ما الحكم القضائي الذي سيصدر على هؤلاء الجناة, هل سيراعي فيه القاضي حجم الضرر النفسي الذي ألحقوه بالضحية لتعرضها للإختطاف أوﻻً والإغتصاب من قبل ثلاثة أشخاص, وماذا لو حصل حمل مالذي سيحصل لها هل سينتهي بها الأمر كذلك في دار الرعاية؟
- وآخر القضايا وأشدها ضرراً على الضحية هي من تغتصب تحت مسمى الزواج. الآ يعتبر تزويج فتاة رغماً عنها إذن منا بقبول إغتصابها بشكل قانوني وبشكل متكرر, وما نفع هذا الزواج بل ما العائلة التي ستساهم في تأسيسها هذه الضحية وكيف ستربي أبنائها تربية سليمة وهي تعاني من إظطرابات نفسية جراء تعرضها للإعتداء الجنسي المتكرر. وماذا لو كانت الضحية قاصر هل سيعاقب من أعتدى عليها أم أن القانون لا يعتبر ما حدث لها عبارة عن جريمة "إغتصاب قاصر" وسيكتفى فقط بنزع ولاية وليها والمطالبة بتطليقها فقط.
وفي الوقت الذي تخفف فيه العقوبة على الجاني الرجل الذي ثبت تورطه في جريمة جنسية كإعتداء أو إغتصاب تبقى من ثبتت عليها جريمة الزنا حبيسة دار الرعاية حتى لو أنها أنهت محكوميتها!ا
أخيراً : كل هذه الإنتهاكات تحدث في بلد شرقي مسلم محافظ ﻻ غربي منحل أخلاقياً.

Dec 25, 2009

ما أعظم أن تكون إمرأة

هي المرة الأولى في حياتي التي أشكر الله فيها لكوني "إمرأة" فلم أكتشف عظم هذه النعمة العظيمة حتى اليوم , ولم أفخر سابقاً بذلك لأني لم أكن أرى ضرورة للفخر بأشياء لم أصنعها لكني أكتشفت اليوم أسباب كثيرة تجعلني أشكر الله مائة مرة الذي جعل روحي في جسد إمرأة لا رجل.

- فليست لدي مشكلة في التعبير عن مشاعري من حزن أو فرح أو حب أو حتى إشتياق
- وإن أردت البكاء فسأبكي متى ما أحسست بحاجتي إلى ذلك دون أن أضطر لإخفاء وجهي عن الآخرين.
- وإن كنت أجهل أمراً ما فسأقول ببساطة تامة أني أجهله فلن أضطر لتمثيل عكس ذلك وإدعاء أمور أجهلها خشية أن يقلل ذلك من كوني "إمرأة"
- وإن كنت أمر بضائقة مالية فلن أخشى افتضاح ذلك ولن أخجل من حقيقة ذلك.


لن أضطر لأن أخفي شيء لأني "إمرأة" فالحمد لله علي عظم هذه النعمة ولو قدر أن كنت رجل لأصبت بمئات العقد النفسية.

Oct 20, 2009

تنفيس لا أكثر

بدئت أشفق على هذه المدونة لشدة مزاجية صاحبتها وتقلب مزاجها بين الحين والآخر.
حديثي هنا هو ليس محاولة مني للعودة إلى أجواء التدوين لأني لو أردت ذلك لفعلته منذ زمن كما أني لا أستطيع أن أجزم بأني لن أترك التدوين فأنا كما ذكرت مزاجية جداً. عموماً ما سأطرحه في هذه التدوينة هو عبارة عن "تنفيس لا أكثر" أو "فشت غِل" بالعامية, لأمور كثيرة تضايقني كثيراً. لذا فمن لديه حساسية تجاه النقد أو لا يطيق النقد فهذه التدوينة لا تصلح له.
*****
أكثر شيء يثير سخطي تجاه المجتمع السعودي هي النظرة السطحية في نقاشه لقضايا وأمور مهمة والتفاته لأمور في منتهى السطحية , كذلك تشمل هذه النظرة طريقة حكم الأفراد على الأخريين. دوماً المظهر مهم لدينا أكثر من أي شيء وكأن المظهر الخارجي يعكس حقيقة وجوهر ذلك الشخص.
وأوجه ذلك كثيرة والمتهم في ذلك الجميع سواء كانوا محافظين أو غير محافظين, ليبراليين أو غير ليبراليين....
ولأبرز هذه النظرة السطحية لدى هذه الأطراف سأسلط الضوء على
مسألة الحجاب والصورة المثالية لدى كل فئة.

بالنسبة للفئة المحافظة:
الصورة المثالية لديهم هي تغطية كامل الجسد مع تغطية الوجه لذا فمن تلتزم بذلك فهي ملتزمة بأمور دينها ومحترمة لديهم. وكأن الإلتزام بتعاليم الدين متوقف فقط على قطعة من القماش!!
وكثيرة هي الحالات التي أثبتت عدم صحة هذه النظرة ولن أخوض في ذلك لأن ما يهمني هنا هو ليس إثبات خطأهم , بقدر ما تهمني طريقة تعاملهم مع من لا تلتزم بصورتهم المثالية تلك.
دوماً هنالك نظرات إستغراب ودهشة و تعجب حينما تهتم إمرأة لا تغطي وجهها أو لا تتحجب إطلاقاً, بالصلاة, أو حينما تهتم بالسؤال عن مسألة دينية. لا أعرف هل هي أصبحت غير مسلمة حينما لم تتحجب أم أن الصلاة واجبة فقط على المتحجبات؟!!.
وحتى في مسألة شرف وعرض المرأة تجدهم يخوضون في عرض تلك المرأة لمجرد أنها لم تلتزم بصورتهم المثالية للحجاب. الآ يفرض عليكم إلتزامكم بالحجاب عدم الخوض في أعراض المؤمنات أم أنكم تناسيتم ذلك؟!! أم أن قطعة القماش تلك أعطتكم الحق في هتك أعراض المؤمنات.

الفئة الأخرى: الغير محافظة أو الليبرالية:
الصورة المثالية لديهم هي عدم الإلتزام بالحجاب لأنهم يرون في ذلك تخلف ورجعية ومن تلتزم بهذه الصورة المثالية هي امرأة عصرية, منفتحة, مثقفة...الخ
ولا أعرف هل هنالك علاقة بين المظهر الخارجي والثقافة والإنفتاح؟!! أم أن قطعة من القماش يمكنها أن تحجب العلم والثقافة وتقبل الآخر وبالتالي ينبغي التخلص منها؟!! ثم هل كل تحرر من الحجاب هو بالتالي تحرر من التبعية والإنقياد للآخر؟!!
معظم من لا يتقيدن بالحجاب يرفضنه لأسباب تتعلق كثيراً بالمجتمع والأعراف أي أنهن يفعلن ذلك كرمز للتحرر من قيود المجتمع وذلك جيد, لكن غالباً ما يكون هذا التحرر طفيف جداً فتجدهن يعارضن أمور كثيرة تصب في مصلحتهن ومصلحة بنات جنسهن وهذا يدل على عدم نضجهن ووعيهن التام بقضاياهم.
نعم هنالك مثقفات ممن لا يتقيدن بالحجاب وممن تسعد كثيراً حينما تتحدث معهن لكن عددهن ضئيل جداً مقارنة بمن لا يتقيدن بالحجاب, فالثقافة والإنفتاح مع الآخر والإهتمام بقضايا المرأة لا تتوقف على قطعة من القماش ومن السذاجة جداً الحكم على شخص لمجرد إلتزامه أو عدم إلتزامه بها.

شيء آخر يقع فيه كلا الطرفين أصحاب الفكر الليبرالي و أصحاب الفكر المحافظ وهو عدم إيمانهم بحق حرية الفرد في إتخاذ قراراته,
فأنت لا تملك الحق في إنتقاد أي امرأة سواء تقيدت بالحجاب أم لم تتقيد به , لكنك تملك الحق في إنتقادها إذا فعلت ذلك عن غير إقتناع منها بذلك كخضوعها للأعراف أو إذا تخلت عنه لأجل التبعية فقط.

هذا في مسألة الحجاب والحكم على الأخريين ولن أبتعد كثيراً عن مسألة الحجاب في نقاشي لسطحية المجتمع في طريقة نقاشه لقضاياه المهمة, لكن الحجاب الذي سأطرحه هو حجاب من نوع آخر, لا يحجب الجسد فقط بل يحجب بين الجنسين أي قضية الحجب بين الجنسين والإختلاط.
لا أعرف أي الأمور أشد خطراً على جامعاتنا قضية الإختلاط في جامعة كاوست أم الفساد المنتشر في جامعاتنا الناتج عن الواسطة والمحسوبية؟!!
كم كنت أتمنى ممن عارض وتحدث عن أضرار الإختلاط في كاوست أن يتحدث عن الفساد الإداري والمالي في جامعاتنا وأثر ذلك على البحث والإنتاج العلمي.
لا أعرف هل لأن الإختلاط شيء ظاهر يرونه أمام أعينهم و الفساد الذي يحدث في جامعاتنا شيء خفي لا يشعرون به؟!! أم أنهم اعتادوا عليه وبالتالي أصبحوا لا يؤمنون بضرورة القضاء عليه وعلى صورة المختلفة؟!
أعلم أن ما أقوله هو تكرار لما قاله غيري حول هذه القضية لكن أكثر ما يغيظني هو هذا الإهمال لمناقشة قضايا مهمة كقضية الفساد في الجامعات السعودية والتركيز على كاوست فقط.
اليست الواسطة والمحسوبية أكبر خطر على جامعاتنا؟ فحينما يتم تعيين أشخاص في مناصب مهمة في الجامعة إدارية أو أكاديمية على أساس الواسطة لا على أساس الكفأة الآ يؤثر ذلك سلباً على الجامعة على منسوبيها وعلى طلابها؟ الآ يعتبر ذلك خلل كبير؟ ثم الم يتنبه أحدكم إلى أن قضايا الفساد التي تحدث في جامعاتنا تتكرر بنفس السيناريو في الجامعات الأخرى وأن الفارق الوحيد بينهم هو مجرد إختلاف في الأسماء وأن ما يحدث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يحدث في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة؟!!
كم أود أن أذكر تفاصيل أكثر حول ذلك, تفاصيل حول ما شاهدته لا ما سمعته في جامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى وعن مستويات الفساد في كلا الجامعتين لكني لا أستطيع ذكر كل ما شاهدته لأني أخشى أن أصاب بجلطة قبل أن أنهي كتابة هذه التدوينة
وكل ما أتمناه منكم هو أن تهتموا بجوهر الأمور في مناقشتكم وطرحكم للقضايا المهمة لأن ذلك ما نحتاجه.

أخيراً أعتذر إلى لجوئي لتصنيف الأشخاص في هذه التدوينة لم أود أن الجىء إلى ذلك لكني لجئت إليه حتى أوصل فكرتي.

Sep 19, 2009

Kiss the Rain

Music and Lyric by:
Yiruma

Aug 20, 2009

~Random Thoughts~

These are some random thoughts I wrote down on my notebook and wanted to share them with my readers. Yeah, this post is more like Twitter, but without the 140 character limit!
Here are my random thoughts:
  • After attending several weddings I found out that lots of Saudis (both male and females) believe in the myth of Cinderella!! The groom searches for his beautiful Cinderella and once the girl's beauty matches the beauty of his imaginary Cinderella, he immediately proposes to her. The bride accepts his proposal thinking that he is her Charming Prince, her salvation, and that once she marries him she'll gain her freedom and independence. But when their fantasy wedding is over and when the spell is broken, they're unable to face reality because both of them liked that story of Cinderella and both wanted to be part of it. However neither of them thought of what will happen to them when the dream is over!
  • Can't stand Arabic love poems :/ Aren't those poets aware that their poems are centered around themselves and that they talk less about their lover!
  • I don't understand why Saudis ban camera phones inside the ladies' section in Prophet's Mosque in Al-Madinah?!! I wonder what harm am I going to cause with my camera phone and all the women inside the mosque are covered?!! P.S. what's the use of banning camera phones and there are hundreds of security cameras inside the mosque?!!!!
  • I have seen female employees at the Department of Civil Affairs going out to their homes at 11:30 a.m.!! and what's worse is that their boss was among them!!! Now would those same LAZY, IRRESPONSIBLE employees be able to sneak out from their jobs if they worked for a private company? They wouldn't dare to do so!! They would work hard and would try their best not to upset me because "the customer" is their boss and the boss of their boss :D

Aug 5, 2009

الفِرْدَوْسُ المَفْقُودٌ

منذ حادثة طرد آدم وحواء من الجنة ومنذ هبوطهما إلى الأرض وفقدانهما للنعيم الذي كانا يحظيان به هناك وآدم يلقي باللوم على حواء وحدها ويعتبرها المسؤولة الوحيدة عن شقائه ومعاناته وكأنه لم يقرب قط شجرة المعرفة ولم يتناول من ثمارها ولم يشارك حواء حتى متعة ذلك الإكتشاف!!!
ولأنه غير قادر على نسيان جنة عدن, فردوسه الأول, وغير قادر على تحمل شقائه في الأرض فهو في حاجة شديدة إلى خلق فردوس بديل له يعوضه عن ما فقده, وحتى لا يفقد هذا الفردوس وتتكرر مأساته ينبغي أن لا تشاركه حواء نعيمه وعليها أن تعمل جاهدة لتحقيق فردوس "آدم" وتكفر بذلك عن خطيئتها السابقة في حقه.

في هذا الفردوس يحق لمالكه "آدم" أن يستمتع بجميع الثمار حتى وإن كانت ثمار شجرة محرمة فكل شيء في فردوسه مباح له ومحرم على حواء. ولآدم أن يحكم ويضع القوانين التي تحفظ له أمنه وإستقراره ولحواء أن تحتكم لأمره وأن تلتزم وحدها بالأعراف والدين والتقاليد.

لكن ماذا لو نسيت حواء كعادتها تلك القوانين والزواجر؟ ماذا لو ارتكبت حماقة أفقدت آدم فردوسه ثانية؟ مالذي سيحل به حين يفقد إستقراره وحياته الهانئة؟

مؤكد أنه سيفقد صوابه ولن يغفر لها هذه المرة زلتها , والتي بسببها سينافس عزرائيل في أداء مهمته وقبل أن يُتمّ ذلك يكون قد أشبع روحها بأشنع الألقاب.

"ساقطة...فاسقة...عاهرة..."


وهو شريك لها في عهرها..فسوقها..وسقوطها...لكنه ينكر ذلك ويجعل الخطيئة من نصيبها هي مثلما فعل سابقاً. والمثير للدهشة أنه يجد تأييداً كبيراً على ذلك من النساء أكثر من الرجال!! صحيح أن ما أرتكب هو جريمة أخلاقية غير مقبولة ومحرمة في جميع الأديان السماوية لكننا بشر وجميعنا معرضون للخطأ وبالتالي لا يحق لأي شخص رجل أو امرأة أن ينعت غيره بأشنع الألقاب لأنه قد يقع في ذلك الخطأ.

وأنا لا أمارس هنا دور الواعظ ولا أنوي إعادة ما قيل حول هذه القضية أي أنني لن أناقش أسباب ذلك ونتائجه من زاوية دينية إجتماعية لكنني سأعيد طرح القضية من زاوية أخرى لم يُلتفت إليها ولأكون دقيقة أكثر سأناقش البعد النفسي للزنا على الضحايا بعد قضاء العقوبة الشرعية وكيف يؤثر ذلك سلباً على المجتمع؟
.....
الآثار النفسية المترتبة على الزنا
للوقوف على الآثار النفسية للزنا نحتاج أولاً لمعرفة ضحاياه وهم كالتالي: 1. المرأة هي ضحية حتى وإن كانت مذنبة وسأوضح ذلك لاحقاً. 2. الطفل اللقيط 3. المجتمع.

الضحية الأولى:
حتى نكون على دراية تامة بالحالة النفسية للضحية الأولى والمصاعب التي قد تمر بها وإنعكاس ذلك على صحتها النفسية ينبغي علينا أولاً معرفة الحالة النفسية للمرأة الحامل (عن طريق علاقة شرعية) ومن ثم ربط ذلك بما قد تمر به من تحمل خارج إطار الشرع والقانون مع عدم إهمال عامل المجتمع ونظرته لها:

الحالة النفسية للمرأة الحامل:

نظرًا للتغيرات الفسيولوجية التي ‬تمر بها المرأة أثناء فترة الحمل والولادة والإضطرابات في الهرمونات فإن حالتها النفسية تتأثر كثيرًا أثناء هذه الفترة ولا تستقر و تختلف حدتها في الشهور الأولى عن الشهور الأخيرة للحمل وبعد الحمل. كما أن حالتها النفسية تعتمد في الدرجة الأولى على مدى تقبلها لفكرة الحمل والإنجاب. فإذا اعتبرته حدث سار جداً ومهم في حياتها ونظرة له بإيجابية ساعدها ذلك على تخطي مراحل الحمل بكل يسر وسهولة, وإذا لم تتقبل الحمل زادت حدة توترها ونسبة قلقها مما يؤثر سلباً عليها وعلى صحة الجنين وقد تتعرض لإجهاض بسبب سوء حالتها النفسية. وحتى تتخطى هذه المرحلة تحتاج إلى المساندة والدعم العاطفي من جانب الزوج والأهل طوال فترة الحمل وحتى بعده فقد تكون عرضه للإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة.


فالحامل عن طريق علاقة شرعية تعاني كثيراً أثناء وبعد فترة الحمل وتسوء حالتها النفسية كثيراً إذا تعرضت لضغوطات أو مرت بمشكلات بسيطة فكيف هو حال من تحمل سفاحاً في مجتمع شرقي لا يرحم, مجتمع يعاقبها على جريمتها مدى الحياة لا للجرم الذي ارتكبته بل على فشلها في ستره!! فإذا لم تجهض وإذا لم تقدم على الإنتحار وأكملت حملها فكيف ستقضي هذه المرحلة وهي منبوذة ومحتقرة من قبل الجميع؟ وكيف ستتعامل مع واقعها؟ هل تتحول إلى راهبة وتنسى الدنيا وما فيها؟ وهل سيحقق لها ذلك شيء من التوازن النفسي خصوصاً أن ذلك لن يحميها من نظرات المجتمع؟ وربما تحدث لها ردة فعل عكسية وتنتقم من المجتمع إما بممارستها للرذيلة أو بطرق أخرى.

.....
الضحية الثانية: أثناء الحمل: تعرض الأم لضغوط نفسية مستمرة يجعل حركة الجنين أكثر نشاطاً ويقل استقرار الحركة كلما زاد الضغط النفسى للأم وبالتالي يكون الجنين معرضاً بعد ولادته لأن يكون طفلاً عصبياً للغاية، ينام بصعوبة شديدة، ويصاب بالكثير من نوبات المغص، ويكون من الصعب تهدئته. وحتى بعد أن يكبر سيظل هذا الطفل مذنب في نظر المجتمع حتى لو كانت والدته متوفاة أو غير موجودة في حياته فسيكون عرضه للعنف الجسدي والجنسي واللفظي والنفسي وقد ينتقم من المجتمع لذلك.
.....
آخر الضحايا:
أخيراً المجتمع هو مسؤول عن ما يحدث وهو ضحية تعامله السيئ مع المنبوذين إجتماعياً وسيعاني كثيراً من وجود أشخاص غير أسوياء سيكولوجياً وسينتشر العنف والرغبة بالإنتقام من الضحية أو أن تنتقم الضحية من المجتمع و سينتج عن ذلك الكثير من المشكلات الإجتماعية.
ومعاقبة المجتمع للضحية بهذه الطريقة لن تساعد على إصلاح سلوكها كما أنها لن تعيد للمجتمع توازنه واستقراره "الفردوس المفقود" وسيظل المجتمع مريض ما لم يغير من نظرته وتهميشه لهم.

_________
هامش:
1. عنوان التدوينة مقتبس من ملحمة جون ميلتون "الفردوس المفقود".ا

2. قصة آدم وحواء هي عبارة عن Biblical Allusion أستخدم كرمز يخدم الفكرة التي يدور حولها النص.

3. التدوينة تتحدث عن المجتمعات العربية بصفة عامة ولا تختص بمجتمع معين أو حادثة ما.

Jun 29, 2009

المُغَيَّبٌ من التاريخ

مدخل

يؤمن معظم المهتمون بدارسة وضع المرأة ومعظم الحركات النسائية التي تطالب بالمساواة والعدالة بين الجنسين, بأن التاريخ قد دونته أطراف متحيزة لا موضوعية وبأن تلك الأطراف لم تهتم بنقل الحقائق فأظهرت وأبرزت من التاريخ ما تريد وحجبت وغيبت ما يتعارض مع قناعاتها. وحتى نتوصل إلى الحقيقة ينبغي إعادة قراءة التاريخ وإبراز ما غُيب منه خصوصاً ما يتعلق بوضع المرأة في الفترات الزمنية الماضية.

تقول فاطمة المرنيسي بهذا الخصوص:

"أن النساء المسلمات بصورة عامة والعربيات على وجه الخصوص لا يستطعن الاعتماد على أي شخص علامَه كان أم غير ذلك متحيزاً أو حيادياً لقراءة تاريخهن. هذه القراءة هي مسؤوليتهن الكاملة وواجبهن"

مما يعني أنه يتوجب علينا أن نهتم بتاريخنا النسوي وأن نتتبع وضع المرأة المسلمة والعربية في الفترات الزمنية المختلفة, وأن نحاول ربط الماضي بالحاضر ,وأن نسلط الضوء على عالم المحرمات وأعني بذلك الجانب السياسي الذي لازالت بعض القوى في وقتنا الحاضر تُحرم علينا إقتحامه.

المُغَيَّبٌ من التاريخ

*****

"1"

إقتحام الممنوع

تتطرق فاطمة المرنيسي في كتابها السلطانات المنسيات لخفايا هذا العالم , عالم المحرمات. وتقوم المرنيسي في هذا الكتاب بإعادة قراءة التاريخ الإسلامي السياسي ومحاولة فهم دور المرأة في هذا المجال والعثور على إجابات كافية للأسئلة التالية:

هل كان للمرأة دور في المسرح السياسي؟ وهل يتعارض ذلك أكثر مع الدين أم مع الأعراف والتقاليد؟ وما مدى صحة تحريم دخول النساء للسياسة؟ وما مصير من تجاوزت ذلك؟ وهل معظم من فعلن ذلك كن على شاكلة ليدي ماكبث في الخبث والدهاء والوحشية؟ والأهم من ذلك مالسر وراء تغييبهن من التاريخ الإسلامي السياسي؟

يبدأ الكتاب بحادثة معارضة نواز شريف إنتصار بينازير بوتو في إنتخابات عام 1988م التي جرت في باكستان بحجة أن ذلك يتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية ومن خلال هذه الحادثة تبدأ رحلة تقصي الحقائق والتأكد من مدى صحة إدعاءات نواز شريف. فتبدأ المرنيسي باستعراض المعاجم اللغوية لمعرفة الفرق بين مفهوم المُلك ,الإمامة والخلافة ثم تستعرض مُرادف (المُلك المذكر) الست , السلطانة ,خاتون وأخيراً تُنهِي المرنيسي رحلتها بظهور السلطانات وكشف التاريخ المغيب.

أبرز هؤلاء السلطانات

أ-السلطانات من أصول غير عربية:

1. من أصل تركي:

- السلطانة رضية بنت شمس الدين ايلتوتمش حكمت دلهي عام 1236م

- شجرة الدر 1250م

2. من أصل منغولي:

- كوتلوغ خاتون حكمت مقاطعة كرمان الفارسية 1257م وأستمر حكمها لمدة 26عام

3. من أصول مختلفة:

- من إندونيسيا: السلطانة تاج العالم صفية الدين شاه (1641- 1675م)

- من المالديف:السلطانة خديجة بنت السلطان صلاح الدين صالح النجلي (1347- 1379م)

ب- السلطانات من أصول عربية:

- أسما و أروى في القرن الحادي عشر

*****

"2"

تسأولات

تمتع السلطانات بالحكم وبقاء بعضهن على العرش لسنوات طويلة يدل على أن ذلك لا يتعارض مع الدين وذلك كان واضحاً جداً في الأقاليم الإسلامية الغير عربية. كما أن فترة حكم الملكة أسما وأروى (العربيات) يدل على أن ذلك لا يتعارض مع الأعراف والتقاليد العربية فما سر هذه النظرة الدونية للمرأة التي نجدها الآن؟ وكيف فقدت المرأة العربية استقلالها عن الرجل وأصبحت مجرد تابع له؟ ولما لازلنا حتى الآن غير قادرات حتى على إدارة دولة عربية واحدة؟

وللإجابة على كل هذه التسأولات علينا أن نعود مرة أخرى للتاريخ ونحاول إخراج المُغَيَّبٌ من حرزه كما فعلت المرنيسي لكن علينا أن نقوم بدراسة فترات زمنية غير تلك التي ركزت عليها المرنيسي في كتابها, السلطانات المنسيات.

مثلاً في العصر الجاهلي يمكننا من خلال قراءة ودراسة النصوص الأدبية التي كتبت في تلك الفترة الزمنية من معرفة طبيعة الحياة الاجتماعية وبالتالي تحديد وضع المرأة في تلك الفترة. هل كانت مُغيبة وممنوعة من المشاركة في الحياة العامة؟ أم أن المشاركة كانت محصورة على نساء الطبقة الغنية؟ ومالفرق بين المرأة العربية التي سكنت اليمن (بلد بلقيس ملكة سبأ) وبين المرأة العربية التي سكنت صحراء الجزيرة العربية؟ مالفرق بين وضع المرأة في المدن التجارية المزدهرة إقتصادياً كمكة وبين وضع النساء اللاتي سكن في باقي مدن الجزيرة العربية الفقيرة جداً؟ هل تؤثر الجغرافية وتلعب دوراً مهماً في تحديد مكانة المرأة في تلك الفترة؟ أم أنه لا دور لها في ذلك؟

يمكن للباحثة/الباحث أن يعتمد على هذه الأسئلة أو أسئلته الخاصه كخطوة أولى للبحث في هذا المجال والمهم هو أن نصل في النهاية إلى الصورة الحقيقية للمرأة في تلك الفترة وربط تلك الصورة بالفترات التاريخية التي تلتها ومحاولة فهم ما طراء عليها من تغييرات.

_____________

هامش:

لم أذكر جميع السلطانات التي ورد ذكرهن في كتاب فاطمة المرنيسي وأكتفيت بذكر بعضهن حتى لا أفسد متعة القراءة لدى القراء الذين يودون قراءة الكتاب. كما أني تعمدت التركيز على ذكر بعض محتويات هذا الكتاب نظراً لأهميتها للمهتمين بشؤون وقضايا المرأة.

Jun 4, 2009

My Writer's Block

It has been a long time since last time I updated my blog. So I thought that I should write something about this at least for those who are still visiting my blog and they know nothing about me except a few things through this blog.
Now, the reason why I stopped updating my blog is not because of my comprehensive exam which I'm going to take at the end of this month. Ummm, yeah I have to admit that sometimes I like to use it as an excuse for not being active on Facebook, twitter and other sites. But it isn't the reason behind abandoning my blog. The truth is that I'm experiencing a writer's block. I'm stuck and I'm not sure about what to do next! I reviewed my previous posts and I'm not satisfied with all of them. I also feel that somehow I'm repeating myself and I don't like that.
So to overcome this writer's block, I thought of starting to write detailed book reviews and to publish a few articles in the field of psychology. I don't know if this is the right thing to do to bring back life to my blog but it's better than nothing. Anyways, If you have other suggestions, I'll be grateful to you if you write to me about them.

Mar 31, 2009

Marcel Khalife - Passport


Artist: Marcel Khalife
Composer (poet): Mahmoud Darwish
Passport (translation)
They did not recognize me in the shadows

That suck away my color in this Passport

And to them my wound was an exhibit

For a tourist Who loves to collect photographs
They did not recognize me,

Ah . . . Don't leave

The palm of my hand without the sun

Because the trees recognize me

All the songs of the rain recognize me
 * Repeating previous line*

Don't leave me pale like the moon!
*****
All the birds that followed my palm

To the door of the distant airport
* Repeating previous line

All the wheatfields

All the prisons

All the white tombstones

All the barbed boundaries

All the waving handkerchiefs

All the eyes
* Repeating previous line*

were with me,

But they... dropped them from my passport!!
*****
Stripped of my name and identity?

On a soil I nourished with my own hands?
*Repeating previous line*

Today Job cried out

Filling the sky:

Don't make an example of me again!

Oh, gentlemen, Prophets,

Don't ask the trees for their names

Don't ask the valleys who their mother is

From my forehead bursts the sword of light

And from my hand springs the water of the river
*Repeating previous lines*

All the hearts of the people are my identity

So take away my passport!

Mar 25, 2009

حَسْرَةُ عُمَرِي....


كلهم...يتكلم بإسمي ويصادر حنجرتي!!
كلهم...يقاتل بإسمي!!
كلهم...يحكم بإسمي!! ويضطهد الناس بإسمي!!
ولم يسألني أحد يوماً رأيي!!!
 حَسْرَةُ عُمَرِي...أنني سأموت قبل أن أضع في صندوق اقتراع ولو ورقة بيضاء.
غادة السمان